البحث السادس فاطمة عليها السلام وحديث الكساء الشريف يعتبر حديث الكساء من الأحاديث النورانية الولائية والذي عبر عن مدى ارتباط أهل البيت عليهم السلام بالسماء وذلك من خلال المضامين العالية التي وردت في طياته، فما أدراك ما حديث الكساء وهل أتاك نبأه! أنه الحديث المتصل بين الأرض والسماء، فقد وعته كواكب الكون ونجوم السماوات السبع وما زال الإنسان في ريب من أمره ذلك إن الإنسان كان جهولا. لقد وعته قلوب المؤمنين وأفئدتهم قبل أن تعيه أسماعهم لذا سوف نعيش في رحابه ونقف مع حلقاته ونستضئ من نوره ونستجلي حقائقه ونحيا مع بركاته كي نصل إلى شاطي نور العلم والمعرفة تلكم هي معرفة نورانية أهل البيت عليهم السلام، فحديث الكساء الشريف يعتبر مرسوم رباني قد قلده الله تبارك وتعالى لنبيه الشريف محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولآله الطيبين الطاهرين حيث جاء موضحا لإرادة رب العالمين التي وسمت قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) كل ذلك حرصا ومحبتا من الله تعالى للرسول ولأهل بيته عليهم السلام ولكي لا يشرق الناس أو يغربوا ولا تأخذهم الأهواء والميول والرغبات يمينا وشمالا وحتى لا يحرف المغرضون هذه الآية المباركة العظيمة عن أهلها وأصحابها الحقيقين الذي أرادهم رب العالمين أطهارا مطهرين يتولون قيادة الأمة ويوضحون معالم طريقها بعد رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم. إن هذا الحديث يستحق منا أن نقف عنده وقفة متأملة لكي ننفذ إلى الأبعاد الإنسانية والحقائق العلمية والمسائل العقائدية التي يرمي إليها والنتائج الرائعة التي تترتب عليه فهو ليس مجرد حديث يروى لأجل أن نأخذ معلومة جامدة تتوقف عند حدود الحديث وظاهر الألفاظ بل يجب أن نستشف المرامي الحضارية الكامنة خلف ألفاظه وكلماته، لا سيما أن الله سبحانه وتعالى
(١٨٥)