المقام الثاني: الولاية التكوينية لفاطمة عليها السلام بعد أن ثبت لدينا إمكان وقوع الولاية التكوينية لكثير من الأنبياء عليهم السلام من خلال القرآن الكريم، نجد أيضا وقوع هذه الولاية من خلال استقرائنا لكثير من الروايات والحوادث التاريخية التي قدمت لنا الكثير من النماذج الخارقة للعادة والتي صدرت من أئمة أهل البيت عليهم السلام ويكفي في الدلالة على ذلك بعد ثبوت هذه الولاية من خلال القرآن الكريم.
أقول: يكفي ما ورد في متن الزيارة الجامعة الكبيرة التي أثبتت الولاية التكوينية لأهل البيت عليهم السلام، وذلك من خلال التدقيق في مدلولاتها بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث وبكم ينفس الهم ويكشف الضر وعندكم ما نزلت به رسله وهبطت به ملائكته على أن هذه الولاية التكوينية كانت ثابتة لأئمة أهل البيت عليهم السلام من خلال اسم الله الأعظم الذي كان عندهم وفي بيان ذلك نقول:
قد تقدم في بداية البحث كيف أن آصف بن برخيا الذي كان وزيرا لسليمان عنده علما من الكتاب وكان عنده أيضا اسم الله الأعظم على ما قيل واستطاع من خلال ذلك التصرف في التكوينات حتى بعرش ملكة سبأ في أقل من طرفت عين، فإذا كان هذا ثابت لوزير نبي الله سليمان فما ظنك بأهل البيت عليهم السلام الذين هم أفضل من جميع الأنبياء ما خلا نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإنهم أفضل وأعظم في هذه الولاية وتوجد عدة أدلة على ذلك، فإن أصف برخيا، استخدم ولايته بما عنده من اسم الله الأعظم بينما عندنا أحاديث مأثورة وشواهد تدل على أن أهل البيت عليهم السلام كان عندهم اسم الله الأعظم وخصوصا أن الأحرف التي عندهم من اسم الله الأعظم أكثر من الأحرف التي كانت عند آصف بن برخيا، فلقد ورد في الحديث الشريف عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض كما كانت، أسرع من طرقة عين، ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان