البحث الثامن فاطمة الزهراء عليها السلام العلة الغائية (يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما) (1).
هذا الحديث من الأحاديث المأثورة التي رواها جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تبارك وتعالى ومن المعلوم أن كلام الله تعالى جاء على قسمين أحدهما ما ورد في القرآن الكريم والأخر ما جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من دون أن يكون له وجود في القرآن الكريم وهو ما يعبر عنه بالأحاديث القدسية التي خاطب بها الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولقد جمعت كثير من الكتب هذه الأحاديث القدسية مثل كتاب كلمة الله وكتاب الأحاديث القدسية عند الفريقين وغيرهما من الكتب والذي يهمنا في المقام هذا الحديث القدسي الذي جاء ليثبت للصديقة فاطمة عليها السلام كرامة أخرى، ومنقبة عظمي وذلك من خلال التمعن في مدلولات هذا الحديث المبارك.
يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك والخطاب هنا من الباري عز وجل لرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن المعلوم لدينا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم له عدة أسماء وردت على لسان القرآن الكريم مثل مسجد صلى الله عليه وآله وسلم (ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم) ومثل أحمد (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)، وكذلك ياسين، وغيرها من الأسماء التي جاءت بتعابير مختلفة،