البحث الثاني عشر معرفة فاطمة (عليها السلام) " من عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها، ما تكاملت النبوة لنبي حتى أمر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى " (1).
تعتبر مسألة المعرفة والبحث عن الحقيقة من المسائل العقائدية المهمة التي تأخذ وتشغل حيزا كبيرا في العقيدة الإسلامية والتي لا بد من دراستها وتوجيه العقل نحوها لكي يدركها إدراكا منطقيا عقلائيا، فلقد أقدمت المدرسة الشيعية الحقة على وضع الكثير من القضايا العقائدية على طاولة البحث والتحقيق للوصول إلى المعرفة الحقيقية التي تتمثل في كافة المستويات العقائدية، وحسب ما أعتقده فإن أكثر المدارس وأفضلها في تقديم الشروط الصحيحة واللازمة للوصول للحقيقة هي مدرسة الشيعة الإمامية، تلك المدرسة التي دعت الناس إلى التحقيق والتفكير والتفقه والتعقل في عقائدها ومبادئها لكي يصلوا إلى نور الحقيقة وفهمها والاستضاءة من نورها في كل جوانب الحياة الإنسانية، فنحن نرى أن أبسط حركات الإنسان الإرادية يجب أن تكون مدروسة ومسموحا بها من جانب العقل، ففي وصية أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لكميل قال:
" يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة ".
وهذا يعني أن الإسلام لا يسمح للإنسان بالقيام بعمل من دون التحقيق والعلم بصحته، لكي تكون النتيجة النهائية هي المعرفة الحقيقية، فأكثر المؤمنين أفضلية أكثرهم معرفة وإيمانا، والمعرفة لا تكون إلا بإدراك القضايا المطروحة ودراستها