الأمر الأول معنى الحجة؟
وردت عدة تعاريف للحجة وماهيتها ولها عدة معاني لا بد لنا من الوقوف عليها وعلى المعنى الذي يهمنا في المقام والذي من شأنه أن يبين معنى الحديث الشريف بحيث لا يبقى فيه أي إجمال وفي كل الجهات المبحوث عنها في المقام وجرت عادة أهل العلوم عندما يأتون إلى موضوع ما ويريدوا أن يعرفوه بأي تعريف كان فإنهم يعرفونه بالتعريف اللغوي والتعريف الاصطلاحي العلمي ونحن بمقتضى هذا الأمر نحذوا حذوهم في تعاريف الحجة.
1) الحجة لغة: كل شئ يصلح أن يحتج به على الغير وذلك بأن يكون به الظفر على الغير عند الخصومة معه والظفر على الغير على نحوين: " أحدهما " إما بإسكاته وقطع عذره وإبطاله. " والآخر " وأما بأن يلجئه على عذر صاحب الحجة فتكون الحجة معذرة لدى الغير والحجة هي الدليل والبرهان. وقال الأزهري: إنما سميت حجة لأنها تحج أي تقصد لأن القصد لها وإليها وكذلك معنى المحجة أي محجة الطريق وهي المقصد والمسلك (1).
2 - وأما الحجة في الاصطلاح العلمي فلها معنيان أو اصطلاحان:
* ما عند المناطقة: ومعناها " كل ما يتألف من قضايا تنتج مطلوبا " أي مجموع القضايا المترابطة التي يتوصل بتأليفها وترابطهما إلى العلم بالمجهول سواء كان في مقام الخصومة مع أحد أم لم يكن، وبحثنا من جهة هذا التعريف المنطقي سوف يكون بربط مجموعة من القضايا وتأليفها لكي نصل إلى العلم بالمجهول وهو كيف أصبحت فاطمة حجة على الأئمة بل على الأنبياء فضلا عن الخلق كما سيتبين من خلال البحث.
* وهنالك معنى للحجة لدى الأصوليين وهو " كل شئ يثبت متعلقه ولا يبلغ درجة