هذا فضلا عن الطرق الخاصة لأهل المذهب الحق الشيعة الإمامية، هذا من جهة ومن جهة أخرى فيكفي في رواية هذا الحديث من ناحية السند جابر بن عبد الله الأنصاري الذي روى الحديث بسند معتبر عن لسان فاطمة الزهراء عليها السلام، حيث يعتبر هذا الصحابي الجليل - جابر الأنصاري - من الذين حملوا سلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حفيده الإمام محمد الباقر عليه السلام، حيث تروي لنا كتب الرجال أن هذا الصحابي يكفي في وثاقته أنه عاصر الرسول والإمام علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السلام حتى أدرك الإمام الباقر عليه السلام. فلقد روى لنا التأريخ كيف دخل جابر الأنصاري على الإمام الباقر عليه السلام قائلا له: إن جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرك السلام والتحية والإكرام وقال لي يا جابر ستدرك واحد من أبنائي : اسمه اسمي يبقر العلم بقرا فأبلغه عني السلام.
فتعتبر هذه من الكرامات والمعجزات التي تثبت مدى صدق دعوة النبي وإنه ما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحى وأن له شأن مع الله تعالى. إذن حديث الكساء من الأحاديث المؤكدة وسنده صحيح معتبر وأنه من الأحاديث المستفيضة عند العامة والخاصة.
الوقفة الثالثة مضامين هذا الحديث المختلفة قبل كل شئ لا بد من التأكيد على مسألة مهمة ألا وهي مسألة عرض أي موضوع يطرح في عالم الإمكان على القرآن والسنة النبوية الشريفة الصحيحة فما كان موافقا للقرآن الكريم فإنا نأخذ به وما كان مخالف للقرآن الكريم نضرب به عرض الحائط وهذا ما أكدته الكثير من الروايات في هذا المقام، وعلى ضوء هذا الأساس سيكون استقرائنا لهذا الحديث المبارك واستجلاء حقائقه على ضوء القرآن الكريم والسنة الشريفة وهذا لا يعني أننا لا بد من ذكر كل الأمور القرآنية التي توافق هذا