تتعاطى مع الأوهام.. وإنما هي تؤمن بالحق ولا تتعامل إلا مع الحق والحقيقة.
إن فاطمة الزهراء - سلام الله عليها - لتضرب آباط الإبل بحثا عن الحق ورواده..
علما بأن الحق لا يتمثل إلا بها ولكن مع هذا كله، ففاطمة البتول، تفتش أبدا عن أهل الحق، ولا تمشي إلا في طريق الحق، وإن قل سالكوه. إنها لا تستوحش من طريق الحق لقلة سالكيه.. فإذا كان هناك واحد يمشي معها في هذا الطريق، فإن ذلك يدخل السرور في قلبها، ويجعلها تأنس برفيق الإيمان ولهذا كانت إذا نظرت إلى وجه الإمام علي، تدفقت السعادة في وجهها وإذا نظر علي إليها أشرق وجهه بالبشرى، حتى كأن يقول: إذا رأيت فاطمة انجلت عني الهموم والأحزان. فهي حين علمها أبوها النبي، التسبيح المعروف بتسبيح الزهراء، أخذته بقوة لتحوله - رأسا - إلى منهج عملي، وسلوك يتحرك بنوره في الناس.. فهي بدل أن تذهب إلى بتيها نراها ذهبت إلى قبر الحمزة بن عبد المطلب لتصنع من تراب القبر حبات لمسبحتها التي ستدير تسبيح الزهراء فيها! (1). ومن هذا القصة والقضية التي حصلت للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) شرع هذا التسبيح المنسوب إليها.
كيفية التسبيح قد وقع الخلاف بين العامة والخاصة في كيفية تسبيحها (عليها السلام)، ومنشأ هذا الاختلاف ناشئ من الأخبار المختلفة في الباب من كلا الفريقين على أن كلاهما يقول عند البدء به بالتكبير ووقوع الاختلاف إنما كان في تقديم التحميد على التسبيح أو العكس، واختلف أصحابنا والمخالفون في ذلك، مع اتفاقهم جميعا على استحبابه.
وإليك الأقوال المختلفة في الأخبار عند العامة ثم نقدم بعد ذلك أخبار وأقوال الخاصة من الشيعة الإمامية لكي يتضح لنا بعد ما هو الصحيح.
* عن مسند فاطمة للسيوطي: عن ابن شهاب (2). سمعت أبا هريرة يقول: سمعت