البحث الخامس عشر فدك عنوان الولاية قد تعرض الكثير من الباحثين والمحققين لقضية فدك وكتبت أقلامهم الشريفة في ما يتعلق بها من أمور عقائدية وولائية أفضل وأروع الكتب والتحقيقات سواء كانت هذه المؤلفات من الأفذاذ من العلماء الدينيين وكتاب الشيعة المخلصين أو الذين تنورت بصيرتهم بنور الإيمان من جمهور العامة، حيث تعتبر هذه الكتب من روائع التراث الإسلامي عبر مر السنين والدهور، وفي خضم الأحداث إلى وقتنا الحاضر ولا زال الجهال بحقائق الأمور يتغافلون ويتناسون هذه الحقيقة الواضحة البرهان في أرث الزهراء (عليها السلام) خاصة والولاية لعلي (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عامة، ويدافعون عن الباطل ويمدهم الشيطان بطغيانهم لحرف المسلمين عن الطريق المستقيم، والمحجة البيضاء بولاية علي وأولاده الأئمة الأطهار (عليهم السلام).
فمن هذا المنطلق كان لا بد لنا من وقفة يسيرة مع عنوان الولاية والحق السليب من أهل بيت النبوة (عليهم السلام) تلك هي فدك التي جاءت لتعبر عن معاني الولاء أو البراءة بالنسبة للذين يقفون في سدة الحكم الإسلامي إذ بان رحلة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفدك قرية بالحجاز، بينهما وبين المدينة يومان، وقيل: ثلاثة، أفاءها الله إلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سنة " سبع " صلحا، وذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما نزل خيبر وفتح حصونها، ولم يبق إلا ثلاث واشتد بهم الحصار، راسلوا رسول الله يسألونه أن ينزلهم على الجلاء وفعل، وبلغ ذلك من أهل فدك، فأرسلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك، فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفيها عين خوارة ونخيل كثيرة، وهي التي أقطعها رسول الله فاطمة صلوات الله عليهما (1) ولقد نزلت الآيات القرآنية الكريمة على قلب الرسول الأكرم كي تثبت حقيقة خالدة على مر العصور ألا وهي منح فاطمة الزهراء فدكا