قد ميزنا عن سائر المخلوقات الأخرى بأن وهب لنا عقلا وألهمنا كيف نستخدمه ونوظفه لخدمة المجتمع والإنسانية جمعاء لا أن نكون مجرد مخلوقات تأكل وتنام وتضاجع دون أن نعي ما كان ويكون حولها.
وسيكون حديثنا حول هذا الحديث المبارك في ثلاث وقفات:
الوقفة الأولى: ارتباط هذا الحديث بآية التطهير.
الوقفة الثانية: سند هذا الحديث الشريف.
الوقفة الثالثة: مضامين هذا الحديث المختلفة.
الوقفة الأولى حديث الكساء وآية التطهير ارتبط حديث الكساء الشريف بنزول آية التطهير ارتباطا وثيقا حيث جاءت هذه الآية المباركة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا لتؤكد على مسألة عصمة أهل البيت عليهم السلام جميعا بما فيهم فاطمة الزهراء عليها السلام، والذي يهمنا في المقام هو عصمة فاطمة الزهراء عليها السلام، أما مسألة البحث حول هذه الآية المباركة ودلالتها على عصمة أهل البيت عليهم السلام فهذا موكول إلى الكتب الكلامية الخاصة بهذا الموضوع، أما دلالة هذه الآية على عصمة فاطمة الزهراء عليها السلام فهذا ما تجده من خلال الروايات التي بينت من هم أهل البيت الذين عنتهم الآية المباركة وكيفية اشتراك الزهراء مع أهل البيت في طهارتهم وعصمتهم، أما الروايات فسنذكر بعضها بعدما أن نقف مع مفهوم أهل البيت، ومن المراد بهم فلربما يقول قائل إننا لا نؤمن بالروايات أو لا نقبل هذه الروايات فنقول له تعال معنا لنقف سوية على مفهوم أهل البيت ومن المراد بهم؟. إن التعرف على مفهوم أهل البيت لغة والمقصود منه في هذه الآية المباركة يعد من الأبحاث الضرورية في فهم مفاد هذه الآية فلقد ضل