البحث الخامس فاطمة الزهراء عليها السلام وعلاقتها بأصول الدين تمر الكثير من الأفكار والنظريات على ذهن الإنسان ومنها ما يجد طريقا واضحا إلى فكر الإنسان وعقله فتكون عندئذ عقائد ثابتة وراسخة وعلى ضوء ما تمليه عليه الاستدلالات العقلية والبراهين المنطقية، ومن هنا كانت العقيدة لها معنى في حياة الإنسان فهي مشتقة من المصدر عقد الذي يعني الأحكام والشد والربط لفكرة معينة في ذهن الإنسان وفكره بعد عرضها عليه والاستدلال عليها الاستدلال الصحيح المطابق للبراهين السليمة، فالعقيدة إذن عبارة عن ذلك الشئ الذي يتصل بذهن الإنسان وروحه وفكره، فهو يعني التقبل أي تقبل، أي نظرية للإنسان وربطها بذهنه وأحكام صلتها بروحه وفكره وعليه يكون عندئذ معنى العقيدة.
وعليه لا بد لكل إنسان مؤمن من عقائد على المستوى النظري ومن ثم يأتي المستوى التطبيقي لهذه العقائد وهو ما يتم بالتصديقات على المستوى الخارجي لهذه العقائد، فالعقائد تحدد شكل الإنسان وشاكلته قل كل يعمل على شاكلته وتشكل هيئته الباطنية وحقيقته الواقعية وهذه العقائد هي التي تحفزه على العمل الصالح وتحدد اتجاهه في الحياة وعلى ضوء ذلك يأتي العمل الصالح الذي يبرهن على الإيمان الذي يعتقده الفرد المؤمن. وعلى هذا الأساس إذا كانت العقيدة صائبة ومطابقة للواقع كانت عندئذ طريقة الإنسان المؤمن في الحياة طريقة صحيحة وصائبة وعلى ضوء تلك العقيدة التي يؤمن بها والتي كانت صائبة ومطابقة للواقع، أما إذا كانت عقيدته فاسدة باطلة فإن ذلك سوف ينعكس على طبيعة سيرته وطريقة حياته في الواقع الخارجي سوف يؤدي ذلك إلى الضياع والابتعاد عن الطريق الصحيح الذي خطه الشرع المبين، ومن هذا المنطلق كان اهتمام الإسلام بتصحيح العقيدة قبل أي شئ آخر، أي تصحيح عقيدة كل إنسان مسلم، مؤمن بالله تعالى. والسؤال الذي ينقدح في المقام إذا