* حيث جاء قوله تعالى ﴿إن الله لا يظلم مثقال ذرة﴾ (١) ليؤكد على حقيقة اختصت لها الشيعة مع بعض الفرقة الدينية الآخرى ألا وهي مسألة العدل حيث أقرت الشيعة بأن من أصول الدين هو العدل وهو أن الله ليس بظالم ولا يظلم أحدا فهو العدل لهذا نجد في هذه الآية القرآنية أن الله قد حرم على نفسه الظلم فلا يظلم عباده بل هو المفيض عليهم رحمته الربانية ونعمته الإلهية.
* وجاء قوله تعالى ﴿ما للظالمين من نصير﴾ (٢) ليؤكد على مسألة أخرى بحيث إنها من الأهمية قد ذكرها الله تعالى ليذكر بها البشرية بأن الظالمين ليس لهم نصير ولا تنصرهم السماء وبنفس الوقت قد أكد الله في آية أخرى وطلب من المؤمنين بأن لا ينصروا الظالمين بأي شكل من الأشكال ﴿ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار﴾ (3).
وهكذا جاءت الكثير من الآيات القرآنية الكريمة حاملة بين طياتها التأكيد على هذا الأمر المهم والضروري لتكامل البشرية.
وقد يرد وينقدح سؤال مهم في ذهن كل إنسان واعي وفاهم للأمور الإسلامية أنه إذا كان هذا الحال في حرمة الظلم وعدم معونة الظالمين فما المفهوم من الظلم وأي ضابطة نرجع إليها في معرفة الظلم وتعريفه معناه؟
فنقول إن الظلم من الأمور التي يدرك الذهن ويفهمها بأدنى تأمل ذلك أنه من الأمور الفطرية والعقلية هو قبح الظلم وأنه يأباه العقل والناس جميعا مشتركين في هذه المسألة أعني قبح الظلم، ومع ذلك كله نعطي بعض التعاريف للظلم لكي لا يرد أي استيضاح حوله في حالة عدم فهم معناه.
* الظلم لغة: أما لغة فقد جاء في لسان العرب (4): الظلم وضع الشئ في غير موضعه . وأصل الظلم الجور ومجاوزة الحد، ويقال ظلمه يظلمه ظلما ومظلمة، فالظلم