أي الصديقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) - كانت مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة (1)، فإذا كان هكذا حالها فبالنتيجة تكون الحجة على جميع من خلق الله تعالى وخصوصا أنه ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى - أي المتقدمة على هذا الزمان - وعليه لو كان الأنبياء والمؤمنين قبل بعثة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حاضرين في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لكانوا قسمين إما راضين بما فعل القوم من الظلم بحق فاطمة وبعلها وبنيها وإما لم يكونوا راضين. فإن كانوا راضين كانت لهم جهنم مقرا ومقاما وإن لم يكونوا راضين بظلمها كانت لهم الجنة دار سرور ونعيم وعلى هذا الأساس يتضح كيف يكون ظلم أهل البيت وخصوصا الصديقة الشهيدة فاطمة (عليها السلام) الأساس ليوم العذاب هذا من جهة. ومن جهة أخرى نحن نعلم أن هناك أحاديث وردت على لسان أهل بيت العصمة مفادها إن الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها فمن كانت فاطمة راضية عنه رضا عنه الله تبارك وتعالى ولا شك ولا ريب ولا شك أن رضا الله يرضاه الأنبياء والمؤمنين السابقين على زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فيكونوا عندئذ راضين عمن رضيت عنه فاطمة وغاضبين على من غضبت عليه لأنها مظهر رضا الله تعالى وغضبه وعليه يكون الأصل ثابت.
إذن ونحن نقف مع هذا البحث ومدى ثبوتيته لا بد لنا من أن نقدم بعض الأمور التي يتوقف عليها عظم هذه المسألة التي نحن بصددها، وهذه الأمور هي:
الأمر الأول: مقامات الزهراء (عليها السلام).
الأمر الثاني: ظلامات الزهراء (عليها السلام).