ضوء التعاريف المتقدمة يكون قد لاح لنا مفهوم آخر غير الحجة وهو المحجة، والحجة تبين لك معناها من التعاريف المتقدمة، أما المحجة فهي المسلك والطريق الذي يتوصل به إلى الغير والمحجة هي الطريق السليم الذي لا إعوجاج فيه، فلقد ورد في هذا المعنى عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنه قال وسمع كثيرا يردد هذا القول:
علم الحجة واضح لمريده * وأرى القلوب عن المحجة في عمى وقد عجبت لهالك ونجاته * موجودة ولقد عجبت لمن نجى.
الأمر الثاني شرعية الحجة هناك عدة احتجاجات وردت في القرآن الكريم قد أثبتها الله تبارك وتعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولأنبيائه المرسلين من الأولين والآخرين لكي يحتجوا بها على الناس المشككين أو الناكرين للرسالة أو النبوة أو النبي ومعاجزه وكراماته، ولقد بين الله تعالى في كتابه الشريف بعض الآيات التي نستفيد من خلالها أن الله تعالى يحتج يوم القيامة بالأنبياء على الناس وهذا ما ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى * (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده... إلى قوله تعالى... رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما) * (1). ومن جهة أخرى ورد في القرآن الكريم بعض الاحتجاجات بين الكافرين في ما بينهم في النار حيث جاء قوله تعالى * (وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبنا من النار) * (2).
وكذلك نجد قوله تعالى * (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساؤكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على