على فلتات لسانه وصفحات وجهه، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ذلك في نهج البلاغة " تكملوا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت طيات لسانه " فالكلمة تعرف حقيقة الإنسان وطبيعة شخصيته، حيث أثبت العلم النفسي الحديث أن معرفة أي حقيقة لأي شخصية يكون عبر توجيه بعض الأسئلة إليه ومن خلال الجواب عليها يظهر طبع شخصيتها وحقيقتها ومدى سعتها واستيعابها، وهل هي شخصية عالية ذا همة كبيرة أم لا؟ وغير ذلك من الأمور المعمة، ذلك أن الكلمة التي تخرج من الفم تحمل معها صورة قائلها ونبضات قلبه، وخلجات نفسه ودخائل شخصيته، وهذه حقيقة معروفة لدى علماء النفس والتربية والاجتماع، كل ذلك نقوله لكي نهتدي إلى سواء السبيل.
وعلى هذا الأساس إننا نهتدي إلى معرفة الشخصية العلمية والفكرية بها سلام الله عليها من خلال عدة أمور مهمة ومن خلالها نعبر إلى شخصيتها وندخل في فهم حقيقتها وهذه الأمور هي:
* الأمر الأول:
يمكن معرفة شخصيتها من خلال سيرتها الذاتية التي يرويها لنا أهل البيت (عليهم السلام) والأقربون من ذويها، ذلك لأن أهل البيت أدرى بما فيه وأهل مكة أدرى بشعابها كما يقول المثل.
إذ أن هناك أمور في الحياة صحيحة وثابتة وفق مقاييس العقل والبرهان ولا تحتاج إلى إثبات إثبات أحقيتها وأصحيتها إلى دليل من الخارج ولا تحتاج إلى إثبات صحة دعواها أيضا إلى شاهد فدليلها مستمد منها، ومن هذه الأمور الثابتة في حياة الإنسان الكامل " فاطمة الزهراء " هي سيرتها الذاتية التي تثبت من خلالها معرفتها الحقيقية فهذه السيرة هي السبيل الصحيح للوقوف على حياتها (عليها السلام). فهي الضابط والمعيار الصحيح للحكم عليها من خلالها. فالإنسان لا يعرف المعرفة الصحيحة إلا من خلال هذه السيرة على وجه الدقة أما بقية المسائل الأخرى في حياة المسائل الأخرى في حياة الإنسان من الشعارات والأطروحات والأدلة والشواهد وغير ذلك لا تمثل سوى الجانب النظري من حياة الإنسان الشخصية، ومدى صدق هذه الدعوى