نبيه ومن قدمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وأوصاكم به عند وفاته، فنبذتم قوله وتناسيتم وصيته وأخلفتم الوعد ونقضتم العهد وحللتم العقد الذي كان عقده عليكم من النفوذ تحت راية أسامة بن زيد حذرا من مثل ما أتيتموه وتنبيها للأمة على عظيم ما اجترمتموه من مخالفة أمره، فعن قليل يصفو لك الأمر وقد أثقلك الوزر ونقلت إلى قبرك وحملت معك ما كسبت يداك، فلو راجعت الحق من قريب وتلافيت نفسك وتبت إلى الله من عظيم ما اجترمت كان ذلك أقرب إلى نجاتك يوم تفرد في حفرتك وتسلمك ذووا نصرتك، فقد سمعت كما سمعنا ورأيت كما رأينا، فلم يردعك ذلك عما أنت متشبث به من هذا الأمر الذي لا عذر لك في تقلده، ولاحظ للدين ولا للمسلمين (1) في قيامك (به)، فالله الله في نفسك، فقد أعذر من أنذر ولا تكن أنت (1) كمن أدبر واستكبر) (2).
وعن عماد الدين حسن بن علي المازندراني في الكامل إنه: (لما امتنع من بيعة أبي بكر، قال له عمر يوما: إن تخلف بني هاشم عن البيعة إنما هو لافتخارهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولدعواهم أنهم أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فما لك تتخلف؟ فقال سلمان: أنا شيعة لهم في الدنيا أتخلف بتخلفهم وأبايع ببيعتهم) (3).
ونقل ابن أبي الحديد من كتاب الجوهري، عن جرير بن المغيرة: (إن الزبير وسلمان والأنصار كان هواهم أن يبايعوا عليا عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما بويع أبو بكر قال سلمان: أصبتم الخبرة وأخطأتم المعدن) (4).
وعن حبيب بن أبي ثابت، قال: (قال) سلمان يومئذ: أصبتم ذا السن منكم وأخطأتم أهل بيت نبيكم، لو جعلتموها فيهم ما اختلف