ونصير الدين الطوسي، صاحب التصانيف الريقة التي منها كامل السقيفة، المشتهر بالكامل البهائي، الذي صنفه لبهاء الدين محمد بن الوزير شمس الدين محمد الجويني، صاحب الديوان في دولة السلطان هلاكو خان، صرح بالنسبة في كتابه مناقب الطاهرين (1)، حدثني بذلك بعض الأفاضل من السادة من العلماء المعاصرين - أطال الله بقاه -، وأشار إلى ذلك أيضا النحرير المتتبع الميرزا عبد الله في موضع من رياض العلماء، واحتمل وقال في الفصل الخامس من القسم الأول في ذكر الكتب المجهولة: (ومنها كتاب ثاقب المناقب وعندنا منه نسخة وهو من أحسن كتب المناقب وأخصرها، ولم أعلم مؤلفه ولكن كان عصره قريبا من عصر الشيخ، فلاحظ، وفي هذا الكتاب قد يروي عن شيخه أبي جعفر محمد بن الحسين بن جعفر الشوهاني بمشهد الرضا عليه السلام، وعلى هذا لا يبعد أن يكون هذا الكتاب لابن شهرآشوب، لأنه ممن يروي عنه، أو هو لواحد من علماء معاصرين لابن شهرآشوب، كالشيخ منتحب الدين وغيره، وبالجملة هو لبعض تلامذة محمد بن الحسين الشوهاني المعروف - انتهى) (2)، وبعد تصريح صاحب الكامل، مع قرب عصره من عصر المصنف لا يخفى ضعف ما ذكره من الاحتمال -، عن سلمان الفارسي قال: (كان بين رجل من شيعة علي عليه السلام وبين رجل آخر من شيعة غيره اختلاف، فاختصما إلى ذلك الغير، فمال مع شيعته على شيعة علي، فشكى إلى أمير المؤمنين عليه السلام صاحبه، فذهب عليه السلام وقال: ألم أنهك أن يكون بينك وبين شيعتي عمل؟ قال سلمان: قال لي ذلك الغير: يا سلمان! فلما سمعت منه خفت من هيبته وشجاعته وفي يده قوس عربية، فما شبهته إلا بموسى بن عمران، وقوسه بعصاه، وفتح فاه ليبلعه حتى قال له: يا علي! بحق أخيك رسول الله إلا عفوت عني، فرده) (3).
(٤٤٧)