نفس الرحمن في فضائل سلمان - ميرزا حسين النوري الطبرسي - الصفحة ٤٢٣
(يا) سلمان! أدخل على أبي ذر والمقداد وأبي أيوب الأنصاري (1)، وأم سلمة زوجة النبي من وراء الباب، ثم قال (لنا): اشهدوا وافهموا عني، إن علي بن أبي طالب عليه السلام وصيي ووارثي وقاضي ديني وعداتي، وهو الفاروق بين الحق والباطل وهو يعسوب (2) المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين (3) والحامل غدا لواء رب العالمين، هو وولد (ا) ه من بعده، ثم من (ولد) الحسين ابني أئمة تسعة هداة مهديون إلى يوم القيامة، أشكو إلى الله هجر (4) أمتي لأخي وتظاهرهم عليه وظلمهم له وأخذهم حقه، قال: فقلنا:
يا رسول الله! ويكون ذلك؟ قال: نعم، يقتل مظلوما من بعد أن يملأ غيظا، ويوجد عند ذلك صابرا، قال: فلما سمعت ذلك فاطمة (عليها السلام) أقبلت حتى دخلت من وراء الحجاب وهي باكية، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما يبكيك يا بنية؟ قالت: سمعتك تقول في ابن عمي وولدي ما تقول؟ قال: وأنت تظلمين وعن حقك تدفعين وأنت أول أهل بيتي لحوقا (4) بعد أربعين، يا فاطمة! أنا سلم لمن سالمك وحرب لمن حاربك، (و) استودعك الله (تعالى) وجبرئيل وصالح المؤمنين، قال: قلت: يا رسول الله!
من صالح المؤمنين؟ قال: علي بن أبي طالب عليه السلام) (5).
وعن كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية تأليف علي بن يوسف أخي العلامة مرسلا عن سلمان الفارسي قال: (أتيت أمير المؤمنين عليه السلام خاليا (6) فقلت: يا أمير المؤمنين! متى القائم من ولدك؟ فتنفس الصعداء وقال:
لا يظهر القائم حتى يكون أمور الصبيان وتضيع حقوق الرحمن ويتغنى بالقرآن، فإذا قتلت ملوك بني العباس أولى العمى والالتباس (7)، أصحاب الرمي عن

(١) أبو (خ ل) في الموضعين، أقول: في المصدر: أبا في الموضعين.
(٢) يعسوب: أمير النحل، يقال: هو يعسوب قومه أي كبيرهم ورئيسهم.
(٣) الأغر جمع غر: الأبيض من كل شئ، التحجيل: بياض يكون في قوائم الفرس الأربع، وفي الحديث: أي إذا دعوا على رؤوس الأشهاد أو إلى الجنة مواضع الوضوء من الأيدي والأقدام كانوا على هذا النهج.
(٤) في المصدر: جحود أمتي، لاحق بي.
(٥) اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه السلام: 188.
(6) يقال: خلا بفلان وإليه ومعه: سأله أن يجتمع به خلوة، ففعل، فالمراد أني أتيته ونحن في خلوة.
(7) أي أهل الشبهة والشك وعدم الاعتراف بالدين.
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»
الفهرست