النبي صلى الله عليه وآله وغيبة الولي وكثرة الأعداء وقلة الأولياء وتشتت المذاهب وتصعب المطالب وشيوع النفاق وخفاء الأمور، ولا كاشف عن ساق (1)، كان للمتمسك الثابت من (الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) (2)، من الفضل والدرجة ما ليس لغيره، وفي الإكمال في حديث عن علي عليه السلام بعد ذكر الغيبة: (لا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين، الذين أخذ الله (عز وجل) ميثاقهم بولايتنا، وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه) (3)، وفيه عنه عليه السلام: (كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم يرى، يبرء بعضكم من بعض) (4).
فإلى الله الشكوى من استيلاء أهل النفاق، وتغلب أهل الشقاق وغيبة الإمام، واستتاره وغربته وبعد دياره، حتى انقطع خبره وكاد أن ينسى ذكره، فنفسي لنفسه الفداء ومهجتي لأقدامه الوقاء:
يا حسرة تقطع الأحشاء زفرتها على بعاد إمام العصر والزمن تكاد تنشق نفسي لوعة وأسى إن خانني فيك دهري والتوى زمني ها نور شخصك في عيني يقدمني وحسن ذكرك يحييني ويلزمني وأما كونه عجل الله فرجه طريدا شريدا، فقد بين صلوات الله عليه علته لأبي إسحاق إبراهيم بن مهزيار في حديث طويل رواه في الإكمال، وفيه: