محمد [الشيزي] (1)، وافى (2) الدار.
فقال القاسم: اقرأوا الكتاب عليه فإني أحب هدايته.
قالوا: هذا لا يحتمله خلق من الشيعة فكيف عبد الرحمن؟!
فأخرج القاسم إليه الكتاب وقال: (اقرأوا فقرأوه على) (3) عبد الرحمن إلى موضع النعي. فقال للقاسم: يا أبا محمد اتق الله، فإنك رجل فاضل في دينك. أليس قد ذكر الله في كتابه: * (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت) * (4) لا علم لأحد بمنيته، ولا ما يلقى في صبيحته، وقد اختص سبحانه بعلم الغيب دون خلقه: * (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا) * (5).
فقال القاسم: * (إلا من ارتضى من رسول) * (6) استثنى المرتضى من النبيين، ومولاي هو المرتضى من الرسول.
ثم قال: إعلم أنك تقول هذا ولكن ورخ هذا اليوم، فإن عشت بعد هذا اليوم أو مت قبله فاعلم أني لست على شئ، وإن أنا مت في ذلك اليوم، فانظر لنفسك.