منتخب الأنوار المضيئة - السيد بهاء الدين النجفي - ج ١ - الصفحة ٢٩٥
فورخ عبد الرحمن اليوم وافترقا، وحم القاسم يوم السابع واشتدت العلة به إلى مدة، ونحن مجتمعون يوما عنده إذ مسح عينه بكمه، فخرج من (1) عينيه (2) (شئ يشبه) (3) ماء اللحم، ثم مد نظره (4) إلى ابنه فقال: يا حسن إلي، ويا فلان إلي. فنظرنا إلى الحدقتين صحيحتين. وشاع الخبر في الناس، وانتابه (5) الناس من العامة ينظرون إليه.
فركب (القاضي، وهو أبو السائب عتبة بن عبد (6) الله المسعودي) (7) قاضي القضاة يومئذ ببغداد، فدخل عليه فقال: يا أبا محمد ما هذا الذي بيدي؟ - وأراه [خاتما] (8) فصه فيروزج، فقربه إليه -.
فقال (9): خاتم فصه فيروزج وعليه ثلاثة أسطر لا يمكنني قراءتها.
وقد كان قال لابنه الحسن: اللهم ألهم الحسن طاعتك، وجنبه معصيتك (10). قال له

١ - " عن " ب.
٢ - " عينه " الخرائج.
٣ - " يشبه " أ، ب، " شبه " الخرائج.
٤ - " بطرفه " الخرائج.
٥ - انتاب الرجل القوم انتيابا: إذا قصدهم وأتاهم مرة بعد مرة. " لسان العرب: ١ / ٧٧٥ - نوب - ".
٦ - " عبيد " الخرائج، والثاقب في المناقب.
٧ - ما بين القوسين ليس في " ب ".
في تاريخ بغداد: ١٢ / ٣١٦ رقم ٦٧٦٥: " عتبة بن عبد الله بن موسى بن عبيد الله، أبو السائب الهمذاني، ولي القضاء بمدينة المنصور من الجانب الغربي، ثم نقل إلى قضاء الجانب الشرقي، ثم تولى قضاء القضاة، وذلك في أيام الخليفة المطيع لله... والقاضي أبو السائب رجل من أهل همذان... وتفقه على مذهب الشافعي وتقلد الحكم، واتصلت أسفاره، فدخل المراغة وبها عبد الرحمن الشيزي - وكان صديقه - وكان عبد الرحمن غالبا على أبي القاسم بن أبي السراج، فعرف الأمير أبا القاسم خبر أبي السائب وما هو عليه من الفضل... فقلده الحكم بالمراغة... ".
٨ - أثبتناه من الخرائج. وفي النسخ: " خاتم ".
٩ - " وقال " أ.
١٠ - ضمن رواية الطوسي في الغيبة: " كان ابنه الحسن بن القاسم مدمنا على شرب الخمر ".
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»
الفهرست