اليونسية هو يونس النميري قالوا الإيمان) هو (المعرفة بالله والخضوع له والمحبة بالقلب) فمن اجتمعت فيه هذه الصفات فهو مؤمن (ولا يضر معها ترك الطاعات) وارتكاب المعاصي ولا يعاقب عليها (وإبليس كان عارفا بالله وإنما كفر باستكباره) وترك الخضوع لله كما دل عليه قوله أبي واستكبر وكان من الكافرين (العبيدية أصحاب عبيد المكذب زادوا) على اليونسية (إن علم الله لم يزل شيئا غيره) أي غير ذاته وكذابا باقي صفاته (وإنه تعالى على صورة الإنسان لما ورد في الحديث من أن الله خلق آدم على صورة الرحمن (الغسانية أصحاب غسان الكوفي قالوا الإيمان) هو (المعرفة بالله ورسوله وبما جاء من عندهما إجمالا) لا تفصيلا (وهو) أي الإيمان (يزيد ولا ينقص وذلك) الاجمال (مثل أن يقول قد فرض لله الحج ولا أدري أين الكعبة ولعلها بغير مكة وبعث محمدا ولا أدري أهو الذي بالمدينة أم غيره) وحرم الخنزير ولا أدري أهو هذه الشاة أم غيرها فإن القائل بهذه المقالات مؤمن ومقصودهم بما ذكروه أن هذه الأمور ليست داخلة في حقيقة الإيمان وإلا فلا شبهة في أن عاقلا لا يشك فيها (وغسان كان يحكيه) أي القول بما ذهب إليه (عن أبي حنيفة) ويعده من المرجئة (وهو افتراء) عليه قصد به غسان ترويج مذهبه بموافقة رجل كبير مشهور قال الآمدي ومع هذا فأصحاب المقالات قد عدوا أبا حنيفة وأصحابه من مرجئة أهل السنة ولعل ذلك لأن المعتزلة في الصدر الأول كانوا يلقبون من خالفهم في القدر مرجئا أو لأنه لما قال الإيمان هو التصديق ولا يزيد ولا ينقص ظن به الإرجاء بتأخير العمل عن الإيمان وليس كذلك إذا عرف منه المبالغة في العمل والاجتهاد فيه (الثوبانية أصحاب ثوبان المرجئ قالوا الإيمان هو المعرفة والإقرار بالله وبرسله وبكل ما لا يجوز في العقل أن يفعله) وأما ما جاز في العقل أن يفعله فليس الاعتقاد به من الإيمان وأخروا العمل كله عن الإيمان ووافقهم على ذلك مروان بن غيلان وقيل أبو مروان غيلان الدمشقي وأبو شمر ويونس بن عمران والفضل الرقاشي (و) هؤلاء كلهم (اتفقوا على أنه تعالى لو عفا) في القيامة (عن عاص لعفا عن كل من هو مثله وكذا لو أخرج واحد من النار) لأخرج كل من هو مثله (ولم يجزموا بخروج المؤمنين من النار واختص) ابن غيلان أو (غيلان) من بينهم (بالقدر) إذ قد جمع بين الإرجاء والقول بالقدر أي إسناد الأفعال إلى العباد (والخروج من حيث إنه قال يجوز أن لا يكون الإمام قرشيا (الثومنية أصحاب أبي معاذ
(٣٩٧)