شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ٢٤١
التواتر العلم لأوجبه خبر الواحد واللازم منتف) اتفاقا (بيان الملازمة إن التواتر لا يشترط فيه اجتماع أهله اتفاقا) منا ومنكم (بل يحصل) التواتر (بخبر واحد بعد واحد فالموجب له) أي للعلم على تقدير حصوله إنما (هو الخبر الأخير) وحده لا هو مع ما سبق لأنه قد انقضى فقد أفاد خبر الواحد العلم حينئذ * (الرابع شرطه استواء الطرفين والواسطة) بالغة ما بلغت (ولا سبيل إلى العلم به) أي بالشرط المذكور وإذا لم يعلم شرط إفادته للعلم لم يحصل العلم منه (الخامس إن التواتر غير مضبوط بعدد) معين (بل ضابطه عندكم حصول العلم به) حتى إذا حصل العلم به علم أنه متواتر فلا يعلم كونه متواترا إلا بعد حصول العلم به (فإثبات العلم به) أي بالتواتر (مصادرة) على المطلوب ودور صريح (وجواب الأول منع مساواة حكم الكل) من حيث هو كل (لحكم كل واحد لما نرى من قوة العشرة على تحريك ما لا يقوى عليه كل واحد و) جواب (الثاني إن حصول العلم عنده) أي عند التواتر (عندنا) معاشر الأشاعرة إنما هو (بخلق الله تعالى إياه وقد يخلقه بعدد دون عدد) فلا نسلم تساوي طبقات الأعداد في احتمال الكذب وعدم إفادة العلم (كيف وأنه) أي حصول العلم بطريق تواتر الأخبار (يختلف بالوقائع والمخبرين والسامعين) فقد يحصل العلم في واقعة بعدد مخصوص ولا يحصل به في واقعة أخري وقد يحصل بأخبار جماعة مخصوصين ولا يحصل بأخبار جماعة أخري تساويهم في العدد وكذا يحصل العلم لسامع من عدد ولا يحصل لسامع آخر من ذلك العدد (و) الجواب عن الثالث أما عندنا فلأنه) أي العلم عقيب التواتر
____________________
الجواب عن ثانيه فيعلم من جواب السابع (قوله بيان الملازمة إن التواتر الخ) يمكن بيان الملازمة بمثل ما سبق من أن حكم كل طبيعة حكم ما قبلها فإذا أفاد المائة أفاد التسعة والتسعون وإذا أفاد هذا أفاد الثمانية والتسعون إلى أن يبلغ الواحد (قوله استواء الطرفين والواسطة) المراد من الطرفين والواسطة القرون ومن الاستواء الاستواء في الكثرة وامتناع تواطؤهم على الكذب وقيل المراد بالطرفين والواسطة المخبر الأول والثاني والثالث وبالاستواء هو الاستواء في احتمال قولهم للصدق والكذب فإن العلم يختلف باختلاف المخبرين كما أنه يختلف بالوقائع فينبغي استواء المخبر الأول والذي بعده بالغا ما بلغ والعلم به ممتنع والوجه الأول هو المفهوم من نهاية العقول والثاني هو المناسب لنفي إيجاب التواتر للعلم مطلقا أي سواء كان في قرون أو قرن واحد فتأمل (قوله عندنا معاشر الأشاعرة الخ) يمكن منع تساوي طبقات الأعداد من غير بنائه على أصل الأشاعرة لما يرى من قوة العشرة على ما لا تقوى عليه الخمسة والثمانية (قوله فلا نسلم تساوي طبقات الأعداد) قد يقال لا شك إن نسبة قدرته تعالى إلى خلق العلم عقيب كل من تلك الطبقات على السوية نعم قد يخلق عقيب بعض دون بعض آخر بحسب مشيئته وإرادته وذلك لا ينافي كون الطبقات متساوية في الاحتمال المذكور في حدود أنفسها وأنت خبير بأنه يمكن رجع منع
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344