وسميت الوسادة منبذة لأنها تنبذ بالأرض أي تطرح للجلوس عليها، ومنه الحديث " فأمر بالستر أن يقطع ويجعل له منه وساداتان منبوذتان "، ومن سجعات الأساس: تعمموا بالمشاوذ وتربعوا (1) على المنابذ. من المجاز: الأنباذ من الناس: الأوباش وهم المطروحون المتروكون وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر منبوذ ولفظ الحديث " انتهى إلى قبر منبوذ فصلى عليه " وروى ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبر منبوذ فأمهم وصلوا خلفه " أي لقيط رمته أمه على الطريق. وفي حديث الدجال " تلده أمه وهي منبوذة في قبرها "، أي ملقاة ويروى: " قبر منبوذ " منونة على الصفة أي قبر بعيد منفرد عن القبور ويعضده ما روي من طريق آخر " أنه مر بقبر منتبذ عن (2) القبور فصلى عليه ". * ومما يستدرك عليه: يقال لما ينبث من تراب الحفيرة نبيثة ونبيذة، والجمع النبائث والنبائذ، وزعم يعقوب أن الذال بدل من الثاء. والمتنبذ (3): المتنحي، قال لبيد:
يجتاب أصلا قالصا متنبذا * بعجوب أنقاء يميل هيامها وفي الأساس: ومن المجاز: نبذ أمري وراء ظهره: لم يعمل له. وهو في منتبذ الدار: في منتزحها. وفلان ينبذ علي، أي يغلي كالنبيذ. ونبذت فلانة قولا مليحا: رمت به. ونبذت إليه السلام والتحية. ونبذت بكذا ورميت به، إذا رفع لك وأتيح لقاؤه. ولله أم نبذت بك. ونبث [الحفار] (4) التراب ونبذه. بمعنى رمى به، وهي النبيثة والنبيذة، وقد تقدم. ونوبذ، بالفتح، سكة بييسابور. ونوباذان: من قرى هراة.
[نجذ]: النواجذ: أقصى الأضراس، وهي أربعة في أقصى الأسنان بعد الأرحاء، وتسمى ضرس الحلم، لأنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل، وعلى هذا اقتصر ابن الأثير في النهاية. وقال صاحب الناموس: وعليه الفراء أو [هي] (5) الأنياب. وبه فسر الحديث " ضحك حتى بدت نواجذه " لأنه صلى الله عليه وسلم كان جل ضحكه التبسم، قال ابن الأثير: وإن أريد بها الأواخر، وهو الأكثر الأشهر فالوجه فيه أن يريد مبالغة مثله في ضحكه من غير أن يراد ظهور نواجذه في الضحك، قال: وهو أقيس القولين، لاشتهار النواجذ بأواخر الأسنان، ومنه حديث العرباض " عضا عليها بالنواجذ " أي تمسكوا بها كما يتمسك العاض بجميع أضراسه، أو التي تلي الأنياب، أ هي الأضراس كلها، جمع ناجذ، يقال: ضحك حتى بدت نوجذه، إذا ستغرق فيه (6)، قال الجوهري: وقد تكون النواجذ للفرس، وهي الأنياب من الخف، السوالغ من الظلف، قال الشماخ يذكر إبلا حداد الأنياب:
يباكرن العضاة بمقنعات * نواجذن كالحدإ الوقيع والنجذ: شدة العض بها، أي بالنواجذ، من المجاز: النجذ: الكلام الشديد، عن الصاغاني والزمخشري (7)، في الأساس: أبدى ناجذه: بالغ في ضحكه أو غضبه. وعض على ناجذه إذا بلغ أشده وذلك لأن الناجذ يطلع إذا أسن، وهو أقصى الأضراس. والمنجذ، كمعظم: المحرب، والمجرب، وهو المحنك، وفي التهذيب رجل منجذ ومنجذ: الذي جرب الأمور وعرفها وأحكمها (8)، وهو المجرب والمجرب، قال سحيم بن وثيل:
وماذا تبتغي الشعراء مني * وقد جاوزت حد الأربعين