شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٠
وينبغي أن يقال 1 من الألوان والعيوب الظاهرة، فإن الباطنة يبنى منها أفعل التفضيل، نحو: فلان أبلد من فلان وأجهل منه وأحمق وأرعن وأهوج وأخرق، وألد وأشكس، وأعيا وأعجم وأنوك، مع أن بعضها يجيئ منه أفعل لغير التفضيل أيضا، كأحمق وحمقاء، وأرعن ورعناء وأهوج وهوجاء، وأخرق وخرقاء وأعجم وعجماء، وأنوك ونوكاء، فلا يطرد أيضا تعليله بأن منهما أفعل لغيره، فالأولى أن يقال: لا يبنى أفعل التفضيل من الألوان، والعيوب الظاهرة دون الباطنة لأن غالب الألوان أن تأتي أفعالها على: افعل وافعال، كأبيض، واسود، واحمار واصفار، فحمل كل ما جاء من الثلاثي عليهما، وأما العيوب المحسوسة، فليس الغالب فيها المزيد فيه، لكن بعضها: المزيد فيه أكثر استعمالا فيه من غيره، كاحول واعور، فإنهما أكثر استعمالا من حول وعور، ولذلك لم يقلب واوهما 2 حملا على احول واعور، وما لم يجيئ منه افعل ولا أفعال، كالبخر والفقم، والعرج والعمى، لم يبن منها لكون بعضها مما لا يقبل الزيادة والنقصان كالعمى، والبواقي محمولة على القسمين ال‍ مذكورين في الامتناع، وأجاز الكوفيون بناء أفعل التفضيل من لفظي السواد والبياض، قالوا لأنهما أصلا الألوان، قال:
598 - أبيض من أخت بني إباض 3 وقال:
599 - أبعد بعدت بياضا لا سواد له * لأنت أسود في عيني من الظلم 4

(1) يريد التمهيد للاعتراض على تعليل المصنف (2) أي واو الفعلين حول وعور وما ماثلهما (3) من رجز لرؤية، وقبله: جارية في درعها الفضفاض، تقطع الحديث بالايماض ومن الممكن تأويله بغير ما قال من أنه شاذ، وكذلك بيت المتنبي الآتي، (4) من قصيدة للمتنبي أولها قوله يقصد الشيب:
ضيف ألم برأسي غير محتشم * وتقدم منها الشاهد، قبلتها ودموعي مزج أدمعها * وقبلتني على خوف فما لفم وقدمنا أن الرضي يورد كثيرا من أشعار المحدثين كالمتنبي وأبي تمام وأن بعض العلماء يرى جواز ذلك، ومن الممكن أن يقال ان الرضي يوردها للتمثيل إذا ثبت الدليل من شاهد آخر،
(٤٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 447 448 449 450 451 452 453 454 455 ... » »»
الفهرست