ويحتمل انتصاب (غدا) برحلة، وببين 1، وبالظاعنين، والاستدلال بالمحتمل ضعيف مع أن كلامنا فيما ينصب مفعولا به، والظرف يكفيه رائحة الفعل، وإنما عمل ذو اللام مطلقا، لكونه في الحقيقة فعلا، وقال الأخفش، إنما نصب ذو اللام بمعنى الماضي تشبيها للمنصوب بالمفعول، لا، لأنه مفعول به، كما في: زيد الحسن الوجه، وضعف ما قال: ظاهر، ونقل عن المازني أن انتصاب المنصوب بعده، بفعل مقدر، وإنما ارتكب ذلك لأن اللام عنده ليس بموصول، كما مر في الموصولات، فليس ذو اللام في الحقيقة عنده فعلا، واعلم أنه يجوز لاسم الفاعل والمصدر المتعديين إلى المفعول به بأنفسهما أن يعمدا باللام، نحو: أنا ضارب لزيد وأعجبني ضربك لزيد، وذلك لضعفهما لفرعتيهما للفعل، كما يجوز أن يعمد الفعل باللام إذا تقدم عليه المنصوب، كقوله تعالى: (إن كنتم للرؤيا تعبرون 2)، وقولك: لزيد ضربت، واختصاص اللام بذلك من بين حروف الجر، لإفادتها التخصيص المناسب لتعلق الفعل بالمفعول، وعمد ما كان من نحو: علم وعرف ودرى وجهل، بالباء، لا غير، نحو: أنا عالم به، لجواز زيادتها مع أفعالها، أيضا، كما يجيئ، (صيغ المبالغة) (أوزانها وعملها) (قال ابن الحاجب:) (وما وضع منه للمبالغة، كضراب وضروب ومضراب) (وعليم، وحذر، مثله، والمثنى والمجموع مثله)،
(٤٢٠)