النهاية في غريب الحديث - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ٤٢٥
ويقال: أفرخت البيضة إذا خلت من الفرخ، وأفرختها أمها.
* ومنه حديث عمر " يا أهل الشام تجهزوا لأهل العراق، فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ " أي اتخذهم مقرا ومسكنا لا يفارقهم، كما يلازم الطائر موضع بيضه وأفراخه.
(ه‍) وفى حديث معاوية " كتب إلى ابن زياد: أفرخ روعك (1) قد وليناك الكوفة " وكان يخاف أن يوليها غيره.
وأصل الإفراخ: الانكشاف. وأفرخ فؤاد الرجل إذا خرج روعه وانكشف عنه الفزع، كما تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها، وهو مثل قديم للعرب. يقولون:
أفرخ روعك، وليفرخ روعك: أي ليذهب فزعك وخوفك، فإن الأمر ليس على ما تحاذر.
* وفى حديث أبي هريرة " يا بنى فروخ " قال الليث: بلغنا أن فروخ كان من ولد إبراهيم عليه السلام بعد إسحاق وإسماعيل، فكثر نسله ونما عدده فولد العجم الذين في وسط البلاد، هكذا حكاه الأزهري عنه.
(فرد) (ه‍) فيه " سبق المفردون " وفى رواية " طوبى للمفردين " قيل: وما المفردون؟
قال: الذين أهتروا (2) في ذكر الله تعالى: فرد برأيه وأفرد وفرد واستفرد بمعنى انفرد به.
وقيل: فرد الرجل إذا تفقه واعتزل الناس، وخلا بمراعاة الأمر والنهى.

(1) في الأصل وا، واللسان " روعك " بفتح الراء. وأثبتناه بضمها من الهروي، والقاموس (روع) غير أن رواية الهروي " أفرخ روعك " ورواية القاموس: " ليفرخ روعك ".
قال الهروي: " وكان أبو الهيثم يقول: أفرخ روعه. بضم الراء. والروع: موضع الروع ".
وقال صاحب القاموس: " والروع: الفزع، والفرع لا يخرج من الفزع، والفرع لا يخرج من الفزع، إنما يخرج من موضع الفزع، وهو الروع، بالضم ".
(2) في الأصل واللسان: اهتزوا " وهو خطأ صوابه من ا، ومما يأتي في مادة " هتر ".
(٤٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»
الفهرست