الأحكام الفرعية الكلية الإلهية.
صور الاشتباه في الشبهة الحكمية قوله - قدس سره -: (ثم إن انحصار موارد الاشتباه في الأصول الأربعة عقلي.). (1) يعني أن انحصار موارد الاشتباه في الموارد الأربعة - التي هي مجار للأصول الأربعة - عقلي.
لكن لا يخفى أن العبارة ليس لها تمام الانطباق على المقصود.
ثم إنه - قدس سره - إنما ادعى انحصار موارد الاشتباه عقلا في الأربعة، ولم يدع انحصار الأصول في الأربعة كذلك، لأن انحصار الأصول في الأربعة في الموارد الأربعة ليس عقليا كما لا يخفى، لأنه يمكن أن يجعل الشارع في كل مورد من الموارد الأربعة أزيد من أصل واحد، بأن يحكم في موارد الاستصحاب - مثلا - في بعض المقامات بالأخذ على طبق الحالة السابقة، فيكون الأصل في ذلك المقام الاستصحاب، وفي بعض المقامات من ذلك المورد بالأخذ على خلاف الحالة السابقة، فيكون هذا أصلا آخر وراء الأصول الأربعة ويترك الاستصحاب من حيث كون النظر فيها إلى الحالة السابقة، وهكذا الكلام في سائر الموارد الأربعة.
نعم الواقع في الشريعة ليس أزيد من الأصول الأربعة، فالحصر فيها اتفاقي لا عقلي.
قوله - قدس سره -: (لأن الشك إما في نفس التكليف... إلخ) (2) أقول: الشبهة الحاصلة في مقام الشك والتحير: إما شبهة في الحكم، وإما شبهة في الموضوع.