فقال برير: أبالموت تخوفني؟ والله إن الموت مع ابن رسول الله أحب إلي من الحياة معكم، والله لا نالت شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله) قوما أراقوا دماء ذريته وأهل بيته، فجاء إليه رجل من أصحابه وقال: يا برير إن أبا عبد الله يقول لك: أرجع إلى موضعك ولا تخاطب القوم، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء فلقد نصحت وأبلغت في النصح والدعاء (1).
8 - وقائع ليلة عاشوراء إصلاح السيف وتكرار الشعر [185] - 92 - قال الطبري:
قال أبو مخنف: حدثني الحارث بن كعب وأبو الضحاك، عن علي بن الحسين ابن علي قال: إني جالس في تلك العشية التي قتل أبي صبيحتها، وعمتي زينب عندي تمرضني، إذ اعتزل أبي بأصحابه في خباء له، وعنده حوي (2)، مولى أبي ذر الغفاري، وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول:
يا دهر أف لك من خليل * كم لك بالإشراق والأصيل من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل وإنما الأمر إلى الجليل * وكل حي سالك السبيل قال: فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها، فعرفت ما أراد، فخنقتني عبرتي،