دينك ولا عقلك ولا تذهب به مرؤتك ولا فضلك، إني أخاف عليك أن تدخل مصرا من هذه الأمصار فيختلف الناس بينهم، فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتتلون فتكون لأول الأسنة غرضا، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا وأما أضيعها دما وأذلها أهلا.
فقال له الحسين (عليه السلام): فأين أذهب يا أخي؟ قال انزل مكة فإن اطمأنت بك الدار بها فسبيل ذلك، وإن نبت بك لحقت بالرمال وشعف الجبال، وخرجت من بلد إلى بلد، حتى تنظر إلى ما يصير أمر الناس إليه، فإنك أصوب ما تكون رأيا حين تستقبل الأمر استقبالا فقال: يا أخي قد نصحت وأشفقت وأرجو أن يكون رأيك سديدا موفقا (1).
[108] - 15 - وزاد ابن أعثم:
إنه (عليه السلام) قال: وإني عزمت على الخروج إلى مكة وقد تهيأت لذلك أنا وإخوتي وبنو إخوتي وشيعتي وأمرهم أمري ورأيهم رأيي.
وأما أنت يا أخي فلا عليك أن تقيم بالمدينة فتكون لي عينا عليهم، ولا تخف علي شيئا من أمورهم (2).
وصيته (عليه السلام) عند الخروج [109] - 16 - وقال أيضا:
دعا الحسين (عليه السلام) بدواة وبياض وكتب هذه الوصية لأخيه محمد: