من عصابة من أمتي، وأنت في ذلك عطشان لا تسقى وظمآن لا تروى وهم مع ذلك يرجون شفاعتي، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة! فما لهم عند الله من خلاق، حبيبي يا حسين! إن أباك وأمك وأخاك قد قدموا علي وهم إليك مشتاقون وإن لك في الجنة درجات لن تنالها إلا بالشهادة. قال: فجعل الحسين ينظر في منامه إلى جده (صلى الله عليه وآله) ويسمع كلامه وهو يقول: يا جداه! لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا أبدا فخذني إليك واجعلني معك إلى منزلك، قال: فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): يا حسين: إنه لابد لك من الرجوع إلى الدنيا حتى ترزق الشهادة، وما كتب الله لك فيها من الثواب العظيم فإنك وأباك وأخاك وعمك وعم أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتى تدخلوا الجنة.
قال: فانتبه الحسين من نومه فزعا مذعورا فقص رؤياه على أهل بيته وبني عبد المطلب، فلم يكن ذلك اليوم في شرق ولا غرب أشد غما من أهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولا أكثر منه باكيا وباكية.
وتهيأ الحسين بن علي وعزم على الخروج من المدينة ومضى في جوف الليل إلى قبر أمه فصلى عند قبرها وودعها، ثم قام عن قبرها وصار إلى قبر أخيه الحسن ففعل مثل ذلك، ثم رجع إلى منزله (1).
لقاؤه مع أخيه (عليهما السلام) [106] - 13 - قال السيد ابن طاوس:
حدثني جماعة بإسنادهم إلى عمر النسابة رضوان الله عليه فيما ذكره في آخر