اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٥٠
زياد الملعون كثيرا وتلطف به وكتب معه كتابا إلى عبد الله به عمر.
قال عمير: فخرجت أنا والمختار من دار عبيد الله بن زياد الملعون ودخلت معه إلى بيتي بالكوفة وأحضرت له غرائب الطعام وقلت كل يا سيدي فقد خلصت ولله الحمد والمنة من فاقة عظيمة، فقال لي المختار، والله يا عمير لا يخلط ريقي لحما حتى أقتل من بين أمية (لع) ما أوطئ به تحتي وأجلس على رؤوسهم ثم أبسط بساطا على القتلى وأجلس أنا وأصحابي، قال: ثم قدمت إليه النوق فركب وركبت معه ثم قال: لي شكر الله سعيك وأستودعك الله يا شيخ، قال قلت له: والله ما أفارقك أبدا فقال لي: حبا وكرامة. قال: ثم أركبني معه في الهودج قال فأقطر الجمال وأخذ بزمام الأولى وسرنا حتى قدمنا إلى المدينة الطبية وكان في ذلك اليوم الذي قدمنا فيه طبخ لعبد الله ابن عمر بن الخطاب هريسة وقد غرف في الأصحن وهو يقول لزوجته كلى معي وكان يحبها محبة عظيمة وهي تقول إليك عنى يا بن عمر فوالله لا يخالط لحمي حتى أعرف خبر أخي المختار وانظره بين يديه، قال وبينما هما كذلك إذ طرقنا الباب فقام عبد الله بن عمر وفتح
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست