علي، وماتت أمي فاطمة، ومات أخي الحسن وبقي ثمال أهل البيت واليوم ينعي إلي نفسه، وبكت فبكت النسوة ولطمن الخدود وشققن الجيوب، وجعلت أخته تنادي: وا محمداه، وا أبا القاسماه، اليوم مات جدي محمد، وا أبتاه، وا علياه، اليوم مات أبي علي، وا أماه، وا فاطماه اليوم ماتت أمي فاطمة، وا أخاه، وا حسناه، اليوم مات أخي الحسن، وا أخاه، وا حسيناه، وا ضيعتنا بعدك يا أبا عبد الله.
فعزاها الحسين وصبرها، وقال: يا أختاه تعزي بعزاء الله، وارضي بقضاء الله، فإن أهل السماء يفوتون وأهل الأرض يموتون وجميع البرية لا يبقون، كل شيء هالك إلا وجهه، فتبارك الله الذي إليه جميع الخلق يرجعون، فهو الذي خلق الخلق بقدرته، ويفنيهم بمشيئته ويبعثهم بإرادته، يا أختاه كان جدي وأبي وأمي وأخي خيرا مني وأفضل، وقد ذاقوا الموت وضمهم التراب، وإن لي ولك ولكل مؤمن برسول الله أسوة حسنة.
ثم قال (عليه السلام): يا زينب ويا أم كلثوم ويا فاطمة ويا رباب انظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا ولا تخمشن علي وجها ولا تقلن في هجرا (1).
نجاة النفس وترك العيال ليس من المروة [187] - 94 - وقال أيضا:
ثم خرج إلى أصحابه فقال له الطرماح بن عدي الطائي وكان من شيعته: الرأي أن تركب معي جمازة فإني أبلغ بك الليلة قبل الصباح أحياء طيء وأسوي لك