وخيطة يلقى الردى تبعا لها * إذا مرقت في الأسد منها الثعالب أسافلها في ابحر من أكفهم * طمت وأعاليها نجوم ثواقب تضئ مثار النقع وهي طوالع * وتبنى منار العز وهي غوارب قال حميد بن مسلم وخرج غلام كان وجهه شقة قمر فقال لي عمرو ابن سعيد بن نفيل الأزدي لاشدن عليه فقلت وماذا تريد منه فشد عليه وضربه فوقع الغلام على وجهه ونادى يا عماه فجلى الحسين عليه كما يجلى الصقر وضربه بالسيف فاتقاه بالساعد فأبانها من المرفق فصاح صيحة سمعها أهل العسكر ثم تنحى عنا الحسين (ع) وحملت خيول أهل الكوفة ليستنقذوه فوطأته بأرجلها حتى مات ورأيت الحسين (ع) قائما على رأس الغلام وهو يفحص برجله وهو يقول بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك ثم قال عز والله على عمك ان تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك صوت والله كثر واتره وقل ناصره ثم حمله على صدره وألقاه بين القتلى من أهله قال الراوي فسالت عنه فقيل القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب فلما رأى (ع) انه لم يبق من عشيرته وأصحابه إلا القليل فقام ونادى هل من ذاب عن حرم رسول الله هل من موحد هل من مغيث هل من معين فضج الناس بالبكاء ثم تقدم إلى باب الفسطاط ودعا بابنه عبد الله فجئ به ليودعه فرماه رجل من بني أسد سهم فوقع في نحره فذبحه فتلقى الحسين عليه السلام الدم بكفيه حتى امتلأتا ورمى بالدم نحو السماء ثم قال رب ان كنت حبست عنا النصر من
(٥٢)