وصاحت جارية له فقالت: يا بن عوسجتاه! يا سيداه! فتنادى أصحاب عمرو ابن الحجاج: قتلنا مسلم بن عوسجة الأسدي؛ فقال شبث لبعض من حوله من أصحابه: ثكلتكم أمهاتكم! إنما تقتلون أنفسكم بأيديكم، وتذللون أنفسكم لغيركم، تفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة! أما والذي أسلمت له لرب موقف له قد رأيته في المسلمين كريم! لقد رأيته يوم سلق آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول المسلمين، أفيقتل منكم مثله وتفرحون!
قال: وكان الذى قتل مسلم بن عوسجة، مسلم بن عبد الله الضبابي وعبد الرحمن ابن أبي خشكارة البجلي (1).
4 - عمرو بن قرظة الأنصاري [223] - 130 - قال السيد ابن طاوس:
خرج عمرو بن قرظة الأنصاري، فاستأذن الحسين (عليه السلام)، فأذن له، فقاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء وبالغ في خدمة سلطان السماء حتى قتل جمعا كثيرا من حزب ابن زياد، وجمع بين سداد وجهاد، وكان لا يأتي إلى الحسين (عليه السلام) سهم إلا اتقاه بيده ولا سيف إلا تلقاه بمهجته، فلم يكن يصل إلى الحسين (عليه السلام) سوء، حتى أثخن بالجراح.
فالتفت إلى الحسين (عليه السلام) وقال: يا بن رسول الله أوفيت؟
قال: " نعم، أنت أمامي في الجنة، فاقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عني السلام وأعلمه أني