موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٢٩٨
وبأعنان مساربهم ومسارحهم (١).
١٧٦٨ - الكافي عن مالك بن أعين: حرض أمير المؤمنين صلوات الله عليه الناس بصفين، فقال: إن الله عز وجل دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، وتشفي (٢) بكم على الخير، والإيمان بالله، والجهاد في سبيل الله، وجعل ثوابه مغفرة للذنب، ومساكن طيبة في جنات عدن، وقال: عز وجل: ﴿إن الله يحب الذين يقتلون في سبيله صفا كأنهم بنين مرصوص﴾ (3). فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص.
فقدموا الدارع، وأخروا الحاسر، وعضوا على النواجذ؛ فإنه أنبى للسيوف على الهام، والتووا على أطراف الرماح؛ فإنه أمور للأسنة، وغضوا الأبصار؛ فإنه أربط للجأش، وأسكن للقلوب، وأميتوا الأصوات؛ فإنه أطرد للفشل، وأولى بالوقار (4).
1769 - الإمام علي (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: لا يصبر على الحرب ويصدق في اللقاء إلا ثلاثة: مستبصر في دين، أو غيران على حرمة، أو ممتعض (5) من ذل (6).

(١) نهج البلاغة: الخطبة ١٢٤ وراجع الإرشاد: ١ / ٢٦٦ ووقعة صفين: ٢٣٥.
(٢) أشفى على الشيء: أشرف عليه (لسان العرب: ١٤ / ٤٣٦).
(٣) الصف: ٤.
(٤) الكافي: ٥ / ٣٩ / ٤.
(٥) معض من ذلك الأمر يمعض معضا ومعضا، وامتعض منه: غضب وشق عليه وأوجعه (لسان العرب: ٧ / ٢٣٤).
(٦) شرح نهج البلاغة: ٢٠ / 288 / 292.
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»
الفهرست