موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٢٨٨
توعد به من فر من الزحف، وبكتوا (1) من رأيتموه ولى. واجمعوا الألوية، واعتقدوا. وليسرع المخفون في رد من انهزم إلى الجماعة وإلى المعسكر، فلينفر من فيه إليكم، فإذا اجتمع أطرافكم، وأتت أمدادكم، وانصرف فلكم، فألحقوا الناس بقوادهم، وأحكموا تعابيهم، وقاتلوا، واستعينوا بالله، واصبروا؛ وفي الثبات عند الهزيمة، وحمل الرجل الواحد الواثق بشجاعته على الكتيبة، فضل عظيم (2).
1748 - تاريخ دمشق عن ابن عباس: عقم النساء أن يأتين بمثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، والله، ما رأيت ولا سمعت رئيسا يوزن به، لرأيته يوم صفين وعلى رأسه عمامة قد أرخى طرفيها، كأن عينيه سراجا سليط، وهو يقف على شرذمة يحضهم، حتى انتهى إلي وأنا في كنف من الناس فقال:
معاشر المسلمين! استشعروا الخشية، وغضوا الأصوات، وتجلببوا السكينة، وأعملوا (3) الأسنة، وأقلقوا (4) السيوف قبل السلة، وأطعنوا الرخر (5)، ونافحوا بالظبا، وصلوا السيوف بالخطا، والنبال بالرماح، فإنكم بعين الله ومع ابن عم نبيه (صلى الله عليه وآله).
عاودوا الكر، واستحيوا من الفر؛ فإنه عار باق في الأعقاب والأعناق، ونار

(١) التبكيت: كالتقريع والتعنيف (لسان العرب: ٢ / ١١).
(٢) دعائم الإسلام: ١ / ٣٧٣.
(٣) في تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي (عليه السلام) " تحقيق محمد باقر المحمودي: " وأعلموا " (٣ / ١٤٥ / ١١٩١).
(٤) أقلق الشيء من مكانه وقلقه: حركه (لسان العرب: ١٠ / 324).
(5) كذا في المصدر، وفي نهج البلاغة: " واطعنوا الشزر ".
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست