معاوية فقال له معاوية ما فعلت الطرفات (يعني أولاده)؟ قال قتلوا مع علي، قال ما أنصفك علي على قتل أولادك وبقاء أولاده، فقال عدي ما أنصفك علي إذ قتل وبقيت بعده فقال معاوية أما انه بقى قطرة من دم عثمان ما يمحوها إلا دم شريف من أشراف اليمن، فقال عدي والله ان قلوبنا التي أبغضناك بها لفي صدورنا وان أسيافنا التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا ولئن أدنيت إلينا من الغدر فترى التداني إليك من الشر شبرا وان حز الحلقوم وحشرجة الحيزوم لأهون علينا من نسمع المساءة في علي فسلم السيف يا معاوية لباعث السيف، فقال معاوية هذه كلمات حكم فاكتبوها وأقبل على عدي مخاطبا له يحادثه كأنه ما خاطبه بشئ.
وفي (البحار): عن عبد العزيز وصهيب بن أبي العالية قال حدثني مزروع ابن عبد الله قال سمعت أمير المؤمنين " ع " يقول: أما والله ليقبلن جيش حتى إذا كان بالبيداء انخسف بهم. فقلت والله هذا غيب، قال والله ليكونن ما خبرني به أمير المؤمنين وليؤخذن رجل فليقتلن وليصلبن بين شرفتين من شرف هذا المسجد فقلت هذا ثاني قال حدثني الثقة المأمون علي بن أبي طالب " ع " قال أبو العالية فبما أتت علينا الجمعة حتى اخذ مزروع وصلب بين الشرفتين.
وفيه: رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا روى أنه دخل أبو امامة الباهلي على معاوية فقربه وأدناه، ثم دعا بالطعام فجعل يطعم أبا امامة بيده ثم أوسع رأسه ولحيته طيبا بيده وأمر له ببدرة من دنانير فدفعها إليه، ثم قال يا أبا امامة بالله أنا خير أم علي ابن أبي طالب؟ فقال أبو امامة: نعم ولا كذب ولو بغير الله سألتني لصدقت على والله خير منك وأكرم وأقدم إسلاما وأقرب إلى رسول الله قرابة وأشد في المشركين نكاية وأعظم عند الأمة عناء، أتدري من علي يا معاوية؟ علي ابن عم رسول الله وزوج ابنته سيدة نساء العالمين وأبو الحسن والحسين وابن أخي حمزة سيد الشهداء وأخو جعفر الطيار ذي الجناحين، فأين تقع من هذا يا معاوية بألطافك وطعامك وعطائك فأدخل إليك مؤمنا واخرج منك كافرا بئس ما سولت لك نفسك يا معاوية، ثم خرج من عنده فاتبعه بالمال، فقال لا والله لا أقبل منك دينارا واحدا.