قال شعرا:
منهم إذا رأيت أمرا منكرا * أوقدت ناري ودعوت قنبرا وعنه " ع ": كان لعلي (عليه السلام) غلام اسمه قنبر وكان يحب عليا حبا شديدا فإذا خرج علي " ع " خرج على اثره بالسيف فرآه ذات ليلة فقال يا قنبر مالك؟
قال جئت لأمشي خلفك فان الناس كما تراهم يا أمير المؤمنين فخفت عليك، قال ويحك أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض؟ قال لا بل من أهل الأرض، قال إن أهل الأرض لا يستطيعون بي شيئا إلا بإذن الله عز وجل فارجع، فرجع.
وفي بعض الكتب: كان قنبر من أولاد الملوك. ولما قتل أمير المؤمنين " ع " كان قنبر يأتي بالحزمة من الحطب فيبيعها ويتقوت بها.
قال المفيد (ره): روى عامة أصحاب السير من طرق مختلفة ان الحجاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم: أحب ان أصيب رجلا من أصحاب أبي تراب فأتقرب إلى الله بدمه، فقيل له ما نعلم أحدا كان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه، فبعث في طلبه، فأتي به فقال له: أنت قنبر؟ قال نعم، قال أبو همدان؟ قال نعم، قال مولى علي بن أبي طالب؟ قال الله مولاي وأمير المؤمنين علي ولي نعمتي، قال ابرء من دينه، قال فإذا برأت من دينه تدلني على دين غيره أفضل منه؟ قال إني قاتلك فاختر أي قتلة أحب إليك؟ قال قد صيرت ذلك إليك، قال ولم قال لأنك لا تقتلني بقتلة إلا قتلك الله مثلها ولقد اخبرني أمير المؤمنين " ع " ان منيتي تكون ذبحا ظلما بغير حق قال فأمر به فذبح.
وبالاسناد عن إبراهيم بن الحسن الحسيني العقيقي رفعه سئل قنبر مولى من أنت؟ فقال: مولى من ضرب بسيفين وطعن برمحين وصلى القبلتين وبايع البيعتين وهاجر الهجرتين ولم يكفر بالله طرفة عين، أنا مولى صالح المؤمنين ووارث النبيين وخير الوصيين وأكبر المسلمين ويعسوب المؤمنين ونور المجاهدين ورئيس البكائين وزين العابدين وسراج الماضين وضوء القائمين وأفضل القانتين ولسان رسول رب العالمين وأول مؤمن من آل يس المؤيد بجبرئيل الأمين والمنصور بميكائيل المتين والمحمود