ومما شاع وذاع وملأ الأسماع ان في سنة ثلاثمائة بعد الألف من الهجرة النبوية على مهاجرها آلاف الصلاة والتحية ورد جماعة من الاعراب زوار إلى النجف قاصدين ذلك المحل المحفوف بالفخر والشرف وقد وصلوا بعد مضي ثلث من الليل، فوجدوا باب السور مغلقة، فطرقوا الباب فلم يفتح لهم، وأجابهم البواب: بأن الباب لا تفتح إلا عند طلوع الشمس! فتكدرت قلوبهم وانهملت أعينهم وجعلوا يهرولون ويخاطبون أمير المؤمنين (ع) بما معناه: إن كنت قبلت زيارتنا فافتح لنا الباب، وإلا فهو علامة عدم قبول زيارتنا، ونحن نمضي عنك هذه الليلة، وإذا بنور أضاء السماء والأرض وصاحت الباب صيحة عظيمة وانفتحت، فدخلوا كلهم فرحين مسرورين يهرولون ويترنمون بمدح الإمام (ع)، وبقى النور يسايرهم حتى دخلوا الصحن الشريف ثم صار كالعمود على القبة المباركة وبقى مدة إلى أن غاب.
وقد رأيت من رأى ذلك النور وبعض أولئك الزوار، والحمد لله رب العالمين على ما أكرمنا بهذا الامام المبين وصلى الله على نبيه محمد وآله أجمعين.
(وهذه قصص عجيبة) تتضمن معاجزا ظهرت من المرقد المقدس، ذكرها العلامة الفاضل والفهامة الكامل شيخنا المعاصر الحاج ميرزا حسين النوري في كتابه (دار السلام) عن كتاب (حبل المتين في معجزات أمير المؤمنين (ع)) للعالم الفاضل شمس الدين محمد الرضوي من علماء الدولة الصفوية في عصر السلطان المغفور له الشاه طهماسب المتأخر، قال حدثني السيد الحسيب النسيب السيد نصر الله المدرس في كربلا قال نقل ابن طاووس عن الرواة الثقاة ما معناه: ان بعض العشارين في الرماحية ضرب بعض زوار أمير المؤمنين (ع) ضربا مؤلما! وأذاه أذى كثيرا: بحيث أيس الزائر من حياته! فقال لذلك العشار لأشكونك عند أمير المؤمنين (ع) فقال: قل ما شئت واطلب منه ما تريد! فاني لا أخاف من ذلك فلما تشرف بحضرة أمير المؤمنين " ع " بكى هناك وشكى إليه ما صنع به العشار وكان من كلامه: يا سيدي أنا زائرك، وحق على المزور حراسة زائره وحفظه على المسؤول إجابة سائله، وعلى المشتكى إليه ان يأخذ حق من شكى إليه من ظالمه، وأنا أشكو