ولما سار خبر هذا الأسد في البلاد، وبلغ أهل بغداد قال عبد الباقي أفندي العمري معاتبا للأولى أمروا بسد الباب ومنعوا ذلك الأسد من الدخول على ذلك الجناب:
عجبت لسكان الغري وخوفهم * من الأسد الضاري إذ جاء مقبلا ليلثم أعتابا تحط ببابها * ملائكة السبع السماوات أرحلا وفي سوقها قد أناخت تواضعا * قساورة الغاب الربوبي كلكلا وهم في حمى فيه الوجود قد احتمى * ومغناه كم أغنى عديما ومرملا وقد أغلقوا باب المدينة دونه * وذلك باب ما رأيناه مقفلا فمرغ خدا في ثرى باب حطة * ورد وقد أخفى الزئير مهرولا فلو عرفوا حق الولا ء لحيدر * لما منعوا عنه مواليه لا ولا وقال " ره ": وجدت ما صورته عن العم السعيد رضى الدين بن طاووس عن الشيخ حسين بن عبد الكريم الغروي، وان كان اللفظ يزيد أو ينقص عما وجدته مسطورا قال: كان قد وفد إلى المشهد الشريف الغروي على ساكنه السلام رجل أعمى من أهل تكريت وكان قد عمى على كبر، وكانت عيناه قد دلتا على خده، وكان كثيرا ما يقعد عن المسألة ويخاطب الجناب الأشرف المقدس بخطاب غير حسن! وكنت تارة أهم بالانكار عليه وتارة يراجعني الفكر بالصفح عنه، فمضى على ذلك مدة، فإذا أنا في بعض الأيام قد فتحت الخزانة إذ سمعت ضجة عظيمة، فظننت انه قد جاء للعلويين بر من بغداد، أو قتل في المشهد قتيل، فخرجت ألتمس الخبر؟ فقيل لي ها هنا أعمى قد رد الله بصره، فرجوت ان يكون ذلك الأعمى، فلما وصلت إلى الحضرة الشريفة، وجدته ذلك الأعمى بعينه وعيناه كأحسن ما يكون، فشكرت الله تعالى على ذلك.
قال " رحمه الله ": وزاد والدي على هذه الرواية انه كان يقول له من جملة كلامه كخطاب الاحياء وكيف يليق راجئي وأمسى يشفى من لا يجيب.
وقال " ره ": وقفت في كتاب قد نقل عن الشيخ حسين بن الحسين بن الطحال المقداد قال أخبرني أبي عن أبيه عن جدي انه أتاه رجل مليح الوجه نقي الأثواب