إليك من ظلمني وهو فلان بن فلان العشار بالرماحية فخذ حقي منه الساعة يا سيدي.
ثم قال: إلهي كثر أعداء دينك، وقل أنصاره، وخفي وانطمس الحق وظهر الباطل... إلى أن قال: إلهي فانتقم لي ممن ظلمني بحق صاحب هذا القبر، فلما فرغ من دعائه أمن من كان معه من الزوار، وكان الرجل من الصلحاء، وكان هذا في وقت الصبح، فلما كان وقت الظهر أتى الروضة المقدسة وقال مثل مقالته وأمنوا الزوار لدعائه، ولما أمسى أتى أيضا وشكى مثل شكايته، فلما أخذ مضجعه رأى في المنام شخصا على فرس أبيض ووجهه كالقمر ليلة البدر وقد أشرق الأرض بنور وجهه يناديه باسمه وكنيته كأنه يعرف أهله وقبيلته وبلده ومحلته حتى كأنه أحد أهل بيته، فقال الزائر من أنت يا سيدي؟ فقال: أنت زائري وسائلي والمشتكي إلى الله وإلي وما تعرفني حتى أعرفك بنفسي أنا علي بن أبي طالب أنا صاحب الكمالات، أنا كاشف الكربات أنا الغامر في البحار الزاخرات، أنا صاحب الآيات والمعجزات، أنا الذي كشف الكرب عن وجه ابن عمي رسول الله (ص)، أنا وصيه وناصره وقاضي دينه.
قال ذلك الرجل: فهممت ان أقبل يده ورجله، فقال: قف مكانك، فوقفت في مكاني متحيرا ولم يكن لي قدرة ان أتقرب إليه، فقال (ع): أتشكو من فلان العشار؟ فقلت: نعم يا سيدي لقد آذاني لمحبتي إياك! فقال (ع) أعفو عنه؟ فقلت لا يا سيدي لست أعفو عنه وأرجو من حضرتك ان تأخذ حقي منه، فقال تجاوز عنه لأجلنا؟ فقلت: لا أعفو، وكرر ذلك ثلاثا، فلم أقبل منه! فذهب شخصه عن نظري وانتبهت وقصصت رؤياي على الزوار فبكوا وأكثروا من قولهم لي أطع مولاك وكنت أقول لهم لا أعفو عنه! فذهبت إلى الروضة الشريفة وفعلت فيها مثل ما فعلت بالأمس، فلما رقدت رأيت مثل ما في الليلة الأولى، ولما أصبحت صنعت مثلما صنعت في اليومين، فلما نمت رأيت مثل ما رأيت في الليلتين، فقال " ع ": اعف عنه فاني أريد أن أكافئه على فعله وحسنة صدرت منه؟ فقلت: يا سيدي ما هو وأي شئ فعله؟؟ فقال (ع): مر على مشهدي فنزل عن فرسه وتواضع من بين قومه: وأريد ان أجازيه بالعفو عنه، فتجاوز واعف عنه، فاني ضامن لك عوض هذا في يوم القيامة