كرامات ومعجزات عظيمة لا يحصى عددها، ونحن نثبت منها جملة، لئلا يخلو كتابنا منها، ولنبدأ بقصص ذكرها السيد الاجل التقي النقي العابد الزاهد الصفي الوفي السيد عبد الكريم بن طاووس " ره " في كتاب " فرحة الغري ".
قال " ره " اخبرني عبد الرحمن الحربي الحنبلي عن عبد العزيز بن الأخضر عن محمد بن ناصر السلامي عن أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون البرسي قال اخبرني الشريف أبو عبد الله قال حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن عبد الله الجواليقي بقراءته علي لفظا وكتبه لي بخطه قال أخبرنا أبي قال اخبرني جدي أبو أمي محمد بن علي بن رحيم الثاني قال مضيت أنا ووالدي علي بن رحيم عمي حسين بن رحيم وأنا صبي صغير في سنة نيف وستين ومأتين بالليل ومعنا جماعة مختفين إلى الغري لزيارة قبر مولانا أمير المؤمنين (ع) فلما جئنا إلى القبر، وكان يومئذ حول قبره أحجار سود ولا بناء حوله! وليس في طريقه غير قائم الغري، فبتنا نحن عنده وبعضنا يصلي وبعضنا يزور، وإذا نحن بأسد مقبل نحونا! فلما قرب منا مقدار رمح قال بعضنا لبعض ابعدوا عن القبر حتى ننظر ما يريد فأبعدنا، فجاء الأسد إلى القبر، فجعل يمرغ ذراعه على القبر وفيه جراح، فلم يزل يمرغ ساعة، ثم انزاح عن القبر ومضى، وعدنا إلى ما كنا عليه من القراءة والصلاة والزيارة والقرآن.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه حدثني جماعة من مشائخ النجف الأشرف على مشرفه الصلاة والسلام ان في سنة المأتين وخمسة وخمسين بعد الألف من الهجرة، جاء أسد وأراد الدخول إلى الحضرة العلوية للثم تلك الأعتاب السنية، فتصايح الناس وسد أبواب القلعة بابها بأمر الحكومة العثمانية، فجعل الأسد يزئر من قريح قلبه واضعا براثنه على يده وبقى إلى اليوم الثاني، ثم مضى، وكان يأتي كل ليلة جمعة ويزئر خلف السور إلى الصباح، وكانت الناس تهرب منه.
فلما طال مكثه عرفت الخلائق انه لم يقصد أذية أحد، فكانوا يمرون من حوله وينظرون إليه جمعا بعد جمع وهو لا يلتفت إليهم، بل هو شاخص ببصره نحو أسد الله وأسد رسوله، وكان وقومه في ليالي الجمعة عند ركن السور المعروف اليوم بقولة السبع