وذكر ابن عائذ ان كعبا حالف قريشا عند أستار الكعبة على قتال المسلمين. وروي عن عروة أن قريشا قالت لكعب: أديننا أهدى أم دين محمد؟ قال: دينكم.
فلما بلغها هجاؤه نبذت رحله وقالت: مالنا ولهذا اليهودي ألا ترى ما يصنع بنا حسان؟
فتحول، فكلما تحول عند قوم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حسانا فقال: (ابن الأشرف نزل على فلان).
فلا يزال يهجوهم حتى ينبذ رحله. فلما لم يجد مأوى قدم المدينة. انتهى.
قال ابن إسحاق: ثم رجع كعب بن الأشرف إلى المدينة فشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم.
وروى عبد الله بن إسحاق الخراساني في فوائده عن عكرمة ان كعبا صنع طعاما وواطأ جماعة من اليهود ان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم إلى وليمة، فإذا حضر فتكوا به. ثم دعاه فجاء ومعه بعض أصحابه. فأعلمه جبريل عليه السلام بما أضمروه فرجع فلما فقدوه تفرقوا. انتهى.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اكفني بن الأشرف بما شئت في اعلانه الشر) (1).
وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: (فقد آذانا وقوى المشركين علينا). فقال محمد بن مسلمة: أنا لك به يا رسول الله، أنا اقتله. قال: (أنت له فافعل ان قدرت على ذلك). (وفي رواية عروة عند ابن عائذ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فان قلت (بهذا) احتمل ان يكون سكت أولا ثم أذن). فرجع محمد بن مسلمة، فمكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب الا ما تعلق به نفسه. فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاه فقال له: (لم تركت الطعام والشراب؟) فقال: يا رسول الله قلت لك قولا لا أدري هل أفين لك به أم لا؟ فقال: (انما عليك الجهد). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (شاور سعد بن معاذ في أمره) فشاوره فقال له: توجه إليه واذكر له الحاجة وسله ان يسلفكم طعاما.
فاجتمع (في قتله) محمد بن مسلمة، وعباد بن بشر، وأبو نائلة سلكان بن سلامة، والحارث بن أوس بن معاذ، بعثه عمه سعد بن معاذ، وأبو عبس بن جبر، فقالوا: (يا رسول الله نحن نقتله فأذن لنا فلنقل شيئا فإنه لابد لنا من أن نقول). فقال رسول الله صلى ا لله عليه وسلم: (قولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك). فخرج أبو نائلة كما قال جل أئمة المغازي وكان أخا كعب من الرضاعة. وفي الصحيح خرج إليه محمد بن مسلمة.
فلما رآه كعب أنكر شأنه وذعر منه. فقال أبو نائلة أو محمد بن مسلمة: حدثت حاجة.