الباب السادس والعشرون في وفود جذام إليه صلى الله عليه وسلم روى ابن سعد عن رجاله (1)، والطبراني عن عمير بن معبد الجذامي عن أبيه قال: وفد رفاعة بن زيد بن عمير بن معبد الجذامي، ثم أحد بني الضبيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهدنة قبل خيبر، وأهدى له عبدا وأسلم. فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتا أبا: (هذا كتاب من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد، اني بعثته إلى قومه عامة ومن دخل فيهم يدعوهم إلى رسوله، فمن آمن - وفي لفظ فمن أقبل منهم ففي حزب الله وحزب رسوله ومن أدبر - وفي لفظ من أبى فله أمان شهرين). فلما قدم على قومه أجابوه وأسلموا.
زاد الطبراني: ثم سار حتى نزل حرة الرجلاء. ثم لم يلبث أن قدم دحية الكلبي من عند قيصر حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بواد من أوديتهم يقال له شنار ومعه تجارة له أغار عليهم الهنيد بن عوص وابنه عوص بن الهنيد الضلعيان - والضليع بطن من جذام - فأصابا كل شئ كان معه. فبلغ ذلك قوما من الضبيب رهط رفاعة بن زيد ممن كان أسلم وأجاب فنفروا إلى الهنيد وابنه، فيهم من بني الضبيب النعمان بن أبي جعال حتى لقوهم فاقتتلوا، ورمى قرة ابن أشقر الضلعي، النعمان بن أبي جعال بسهم فأصاب ركبته فقال حين أصابه: خذها وأنا ابن لبنى. وقد كان حسان بن ملة الضبيبي قد صحب دحية بن خليفة قبل ذلك وعلمه أم الكتاب.
واستنقذوا ما كان في أيديهم فردوه على دحية. ثم أن دحية قدم على رسول الله صلى ا لله عليه وسلم وأخبره الخبر فاستسقاه دم الهنيد وابنه عوص، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وبعث معه جيشا. وقد وجهت غطفان من جذام ووائل ومن كان من سلامان وسعد بن هذيم - حين جاءهم رفاعة بن زيد بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا الحرة الرجلاء، ورفاعة بكراع الغميم ومعه ناس من بني الضبيب بوادي مدار من ناحية الحرة.
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
جذام: بضم الجيم.
عمير: بعين مهملة مضمومة فميم فمثناة تحتية فراء.
رفاعة: براء مكسورة ففاء فألف فعين مهملة.