الباب الثالث والستون في وفود عبد الرحمن بن أبي عقيل إليه صلى الله عليه وسلم روى البخاري رحمه الله تعالى في التاريخ، والحارث بن أبي أسامة، وابن منده، والطبراني، والبزار، والبيهقي، برجال ثقات عن عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي رضي الله تعالى عنه قال: انطلقت في وفد ثقيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه فأنخنا بالباب وما في الناس رجل أبغض إلينا من رجل نلج عليه فلما خرجنا بعد دخولنا عليه فخرجنا وما في الناس أحب إلينا من رجل دخلنا عليه قال: فقال قائل منا: يا رسول الله ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان؟ قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: (فلعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان عليه السلام، ان الله عز وجل لم يبعث نبيا الا أعطاه دعوة فمنهم من اتخذ بها دنيا فأعطيها، منهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها، وان الله عز وجل أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لامتي يوم القيامة) (1).
الباب الرابع والستون في وفود بني عبد بن عدي إليه صلى الله عليه وسلم روى المدائني، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وغيره قال: قدم وفد بني عبد بن عدي فيهم الحارث بن وهبان وعويمر بن الأخرم، وحبيب وربيعة ابنا ملة ومعهم رهط من قومهم.
فقالوا: يا محمد نحن أهل الحرم وساكنيه وأعز من به، ونحن لا نريد قتالك، ولو قاتلك غير قريش قاتلنا معك، ولكنا لا نقاتل قريشا، وانا لنحبك ومن أنت منه، وقد أتيناك فان أصبت منا أحدا خطأ فعليك ديته، وان أصبنا أحدا من أصحابك فعلينا ديته الا رجلا منا قد هرب فان أصبته أو أصابه أحد من أصحابك فليس علينا ولا عليك. فقال عويمر بن الأخرم: دعو ني آخذ عليه.
قالوا: لا، محمد لا يغدر ولا يريد أن يغدر به. فقال حبيب وربيعة: يا رسول الله ان أسيد بن أبي أناس هو الذي هرب وتبرأنا إليك منه وقد نال منك. فأباح رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه، وبلغ أسيد أقوالهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى الطائف فأقام به. فلما كان عام الفتح كان أسيد بن أبي أناس فيمن أهدر دمه. فخرج سارية بن زنيم إلى الطائف فقال له أسيد: ما وراء ك؟ قال: