الباب التاسع عشر في سرية محمد بن مسلمة رضي الله تعالى عنه إلى بني معاوية وبني عوال بذي القصة (1) طريق الربذة في أول ربيع الاخر سنة ست روى محمد بن عمر رضي الله تعالى عنه عن شيوخه قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة في عشرة نفر منهم: أبو نائلة، والحارث بن أوس، وأبو عبس بن جبر (2)، ونعمان بن عصر، ومحيصة بن مسعود، وحويصة أخوه، وأبو بردة بن نيار (3)، ورجلان من مزينة، (ورجل) من غطفان، فوردوا عليهم ليلا. فكمن القوم لمحمد بن مسلمة وأصحابه حتى ناموا، فأحدقوا بهم وهم مائة رجل، فما شعر المسلمون الا بالنبل قد حاطهم، فوثب محمد بن مسلمة ومعه قوس فصاح في أصحابه (السلاح)، فوثبوا فتراموا ساعة من الليل. ثم حملت الاعراب عليهم بالرماح فقتلوا من بقي. ووقع محمد بن مسلمة جريحا، يضرب كعبه فلا يتحرك، وجردوهم الثياب وانطلقوا. فمر رجل (من المسلمين) على القتلى فاسترجع. فلما سمعه محمد بن مسلمة تحرك له، فعرض عليه طعاما وشرابا وحمله حتى ورد به المدينة. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح إلى مصارعهم فلم يجد أحدا، ووجد نعما وشاء فساقه ورجع فخمسه وقسم أربعة أخماسه فيهم. قال محمد بن مسلمة: فلما كانت غزوة خيبر نظرت إلى أحد النفر الذين كانوا ولوا ضربي يوم ذي القصة فلما رآني قال: اني أسلمت وجهي، فقلت: أولى.
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
مسلمة: بفتح الميم وسكون السين المهملة وفتح اللام المخففة وبالميم وبتاء تأنيث.
معوية: بفتح الميم والعين المهملة وكسر الواو وسكون التحتية وبتاء تأنيث.
بنو عوال: بعين مهملة مضمونة فواو مخففة، هم من العرب من بني عبد الله بن غطفان، ووقع في بعض نسخ العيون غزال وهو تصحيف.
ذو القصة: بفتح القاف والصاد المهملة وحكى في العيون اعجام الصاد، موضع قريب