الباب الحادي والثلاثون في سرية عبد الله بن عتيك إلى أبي رافع عبد الله ويقال سلام بن أبي الحقيق بخيبر ويقال بحصن له بأرض الحجاز وهو الثابت في الصحيح عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما.
قال ابن إسحاق: لما انقضى شأن الخندق وأمر بني قريظة، وكان سلام بن أبي الحقيق - وهو رافع - فيمن حزب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الأوس قبل أحد قد قتلت كعب بن الأشرف في عداوته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتحريضه عليه استأذنت الخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل سلام بن أبي الحقيق. وهو بخيبر فأذن لهم. وكان مما صنع الله به لرسوله صلى الله عليه وسلم ان هذين الحيين من الأنصار: الأوس والخزرج كانا يتصاولان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تصاول الفحلين، لا تصنع الأوس شيئا فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غناء الا قالت الخزرج: والله لا يذهبون بهذه فضلا علينا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الاسلام. فلا ينتهون حتى يوقعوا مثلها.
وإذا فعلت الخزرج شيئا قالت الأوس مثل ذلك. ولما أصابت الأوس كعب بن الأشرف لعداوته لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الخزرج: والله لا يذهبون بها فضلا علينا أبدا - وكانوا رضي الله عنهم يتنافسون فيما يزلف إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم - فتذاكروا من رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في العداوة كابن الأشرف؟ فذكروا ابن أبي الحقيق وهو بخيبر أو بأرض الحجاز.
قال ابن سعد: (قالوا: كان أبو رافع بن أبي الحقيق قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب وجعل لهم الجعل العظيم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاستأذن الخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله فأذن لهم. فخرج إليه من الخزرج من بني سلمة خمسة نفر: عبد الله بن عتيك، ومسعود بن سنان، وعبد الله بن أنيس الجهني حليف الأنصار، وأبو قتادة الحرث بن ربعي، وخزاعي بن أسود. وعند محمد بن عمر، ومحمد بن سعد أسود بن خزاعي، حليف لهم من أسلم. زاد البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما - كما في الصحيح (1) - عبد الله بن عتبة - بضم العين المهملة وسكون الفوقية - فيكونون ستة. وزاد موسى بن عقبة والسهيلي أسعد بن حرام - بالراء - فيكونون سبعة. وأمر عليهم رسول ا لله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عتيك ونهاهم عن أن يقتلوا وليدا أو امرأة.
فخرجوا حتى إذا قدموا خيبر أتوا دار ابن أبي الحقيق ليلا - وفي الصحيح من حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه: (وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه، وكان