الباب العشرون في وفود بني تغلب إليه صلى الله عليه وسلم.
روى ابن سعد عن يعقوب بن زيد بن طلحة قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني تغلب ستة عشر رجلا مسلمين ونصارى عليهم صلب الذهب، فنزلوا دار رملة بنت الحار ث.
فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم النصارى على أن يقرهم على دينهم عل أن لا يصبغوا أولادهم في النصرانية، وأجاز المسلمين منهم بجوائزهم.
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
تغلب: بمثناة فوقية مفتوحة فغين معجمة ساكنة فلام مكسورة فموحدة.
يصبغوا أولادهم في النصرانية: بتحتية مفتوحة فصاد مهملة ساكنة فموحدة فغين معجمة مضمومتين: يغمسوا.
الباب الحادي والعشرون في وفود بني تميم إليه صلى الله عليه وسلم وسبب مجيئهم أخذ عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري جماعة منهم كما تقدم في الباب السادس والخمسين من السرايا. فقدم فيهم عدة من رؤساء بني تميم. فروى ابن إسحاق، وابن مردويه عن عطارد بن حاجب بن زرارة، والزبرقان بن بدر، وعمرو بن الأهتم، الحبحاب بن يزيد، ونعيم بن يزيد، وقيس بن الحارث، وقيس بن عاصم، ورياح بن الحارث في وفد عظيم يقال كانوا سبعين أو ثمانين رجلا. وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس كانا شهد ا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا والطائف، فلما قدم وفد بني تميم قدما معهم.
قالوا: فدخلوا المسجد وأذن بلال بالظهر والناس ينتظرون خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فعجل وفد بني تميم واستبطأوه، فنادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء حجرته: يا محمد اخرج إلينا، يا محمد اخرج إلينا، ثلاث مرات، فآذى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من صياحهم. فخرج إليهم فقالوا: إن مدحنا لزين وان ذمنا لشين، نحن أكرم العرب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذبتم بل مدحة الله عز وجل الزين وذمه الشين، وأكرم منكم يوسف بن يعقوب) (1).
وروى الإمام أحمد عن الأقرع بن حابس (2)، وابن جرير بسند جيد، وأبو القاسم