الباب الخامس في سرية عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، رضي الله تعالى عنه إلى بطن رابغ في شوال من السنة الأولى في ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين ليس فيهم أنصاري وكان لواؤه أبيض حمله مشطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف رضي الله تعالى عنه. فخرج فلقي أبا سفيان بن حرب، في أناس من أصحابه على ماء يقال له أ حياء من بطن رابغ (على عشرة أميال من الجحفة وأنت تريد قديدا على يسار الطريق، وانما) نكبوا عن الطريق ليرعوا ركابهم. وأبو سفيان في مائتين وعلى المشركين أبو سفيان، قال محمد بن عمر:
وهو الثبت عندنا، وقيل مكرز بن حفص، وقيل عكرمة بن أبي جهل. فكان بينهم الرمي، ولم يسلوا سيفا ولم يصطفوا للقتال، وانما كانت بينهم المناوشة الا ان سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه رمي بسهم في سبيل الله فكان أول سهم رمي به في الاسلام فنثر كنانته وتقدم امام أصحابه وقد تترسوا عنه فرمي بما في كنانته وكان فيها عشرون سهما ما منها سهم الا ويجرح انسانا أو دابة. ولم يكن بينهم يومئذ الا هذا، ثم انصرف الفريقان على حاميتهم.
وفر من الكفار إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهراني حليف بني زهرة، وعتبة بن غزوان المازني حليف (بني نوفل) بن عبد مناف، وكانا مسلمين، ولكنهما خرجا ليتوصلا بالمشركين.
تنبيهان الأول: كذا ذكر غير واحد من أهل السير ان هذه السرية كانت في السنة الأولى. وذكر أبو الأسود في مغازيه، ووصله ابن عائذ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما وصل إلى الأبواء بعث عبيدة بن الحارث في ستين رجلا، فذكر القصة، فتكون في السنة الثانية، وصرح به بعض أهل السير، فالله تعالى أعلم.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
بطن رابغ: بالموحدة المكسورة والغين المعجمة.
مشطح: بكسر الميم وسكون السين وفتح الطاء وبالحاء المهملات.
أثاثة: بضم أوله وثاءين مثلثتين مخففتين.
عباد: بفتح أوله وتشديد الموحدة.
أحياء: جمع حي ماء أسفل ثنية المرة بكسر الميم وتشديد الراء وخففها ياقوت.