الباب الثالث والثلاثون في سرية كرز بن جابر أو سعيد بن زيد رضي الله تعالى عنهما إلى العرنيين.
ذكر الإمام أحمد والشيخان، وابن جرير، وابن عوانة، وأبو يعلى، والإسماعيلي عن أنس، والبيهقي عن جابر (وروى البخاري والبيهقي) عن ابن عمر، وأبو جعفر الطبر ي عن جرير بن عبد الله، والطبراني باسناده عن صالح، ومحمد بن عمر عن سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنهم، ومحمد بن عمر عن يزيد بن رومان، وابن إسحقاق عن عثمان بن عبد الرحمن رحمهم الله تعالى: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصاب في غزوة بني محارب وبني ثعلبة عبدا يقال له يسار، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسن الصلاة فاعتقه وبعثه في لقاح له كانت ترعى في ناحية الحمى فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر، وفي حديث أنس عند البخاري في الجهاد (1) وفي الديات (2) ان ثمانية من عكل وعرينة وعند ابن جرير وأبي عوانة كانوا أربعة من عرينة وثلاثة من عكل فكان الثامن ليس من القبيلتين فلم ينسب. فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلموا بالاسلام. وفي رواية: فبايعوه على الاسلام وكان بهم سقم. وعند أبي عوانة انه كان بهم هزال شديد وصفرة شديدة وعظمت بطونهم. فقالوا يا رسول الله آونا وأطعمنا. فكانوا في الصفة، فلما صلحوا اجتووا - وفي لفظ - استوخموا المدينة. وعند ابن إسحاق فاستوبأوا وطلحوا. وفي رواية: ووقع بالمدينة الموم وهو البرسام وقالوا: (هذا الوجع قد وقع وان المدينة وخمة وانا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف فابغنا رسلا). قال: (ما أجد لكم الا أن تلحقوا برعاء فيفاء الخبار). وفي رواية:
(فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود). وفي رواية: (فرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا ابل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها). فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها فلما صحوا ورجعت إليهم أبدانهم وانطوت بطونهم كفروا بعد اسلامهم عدوا على اللقاح فاستاقوها. فأدر كهم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسار ومعه نفر فقاتلهم فقطعوا يديه ورجليه وغرزوا ا لشوك في لسانه وعينيه حتى مات. وفي رواية عبد العزيز بن صهيب عن أنس عند مسلم: (ثم مالوا على الرعاء فقتلوهم) (3) بصيغة الجمع. ونحوه لابن حبان من رواية يحيى بن سعيد عن أنس، وانطلقوا بالسرح، وفي لفظ: الصريخ عند أبي عوانة: فقتلوا الراعيين وجاء الاخر فقال: قد قتلوا صاحبي وذهبوا بالإبل. وعند محمد بن عمر: فأقبلت امرأة من بني عمرو بن عوف على حمار لها